كتَّاب الرأي .. في جولة ولي العهد
في بلادنا المئات من كتاب الرأي من الجنسين.. وبعضهم يعتبرون من أفضل الكتاب في العالم العربي.. وقد برز تفوق هؤلاء الكتاب في السنوات الأخيرة في ظل مساحة الحرية المتاحة في جميع وسائل الإعلام.. لكن الشيء الذي ظل مفقوداً هو وجود مظلة تجمع هؤلاء الكتاب وتقوي الصلة بينهم وتوفر لهم سبل الحصول على المعلومة من مصادرها الصحيحة حتى تكون طروحاتهم أكثر مصداقية وإيجابية.. وحينما صدرت الموافقة على تأسيس الجمعية السعودية لكتاب الرأي وباشرت مهامها انتعشت آمال الكتاب في أن تسعى الجمعية لتمكينهم من الوصول إلى أهل القرار من كبار المسؤولين والوزراء للاستماع إليهم مباشرة حول سياسات بلادنا وعلاقاتها وتوجهاتها.. وكانت بادرة ممتازة أجزم أنها من صديق أهل الفكر والقلم الأمير سلمان بن عبد العزيز بأن يضم الوفد الإعلامي المرافق لسموه في زياراته الأخيرة لبعض الدول الآسيوية عدداً من زملائنا كتاب الرأي.. مما أتاح لهم فرصة اللقاء مع نظرائهم كتاب الرأي في تلك الدول.. كما استمعوا إلى أحاديث مباشرة من ولي العهد كانت بالنسبة لهم خير معين على تحليل معطيات الزيارة وأهدافها ونتائجها.. ولذا فقد قرأنا لهؤلاء الزملاء مقالات جيدة تناولت مختلف الجوانب في العلاقات مع تلك الدول وهو ما لم تستطع التغطية الإعلامية التقليدية التطرق إليه والكشف عن جوانبه الإيجابية.. وهكذا فإن كاتب الرأي حينما يحصل على المعلومة الصحيحة من مصادرها فإنه يوظفها في الوقت المناسب لخدمة الأهداف العليا لسياسة بلادنا التي تدعو إلى الخير والسلام والوئام في جميع أنحاء العالم ويتطلع كتاب الرأي إلى اللقاء بالمسؤولين في مختلف القطاعات للاستماع إليهم مباشرة وهم يتحدثون عن البرامج والمشاريع التي يشرفون عليها، وسيكون لوزارتي الخارجية والداخلية اهتمام خاص من كتاب الرأي لأهمية الملفات التي تعمل تلكم الوزارتان على التعامل معهما في ظل الظروف الدولية الراهنة.
ولا شك أن مثل هذه اللقاءات ستضع النقاط على الحروف وسترشد من النقد الذي يأتي أحياناً بسبب نقص المعلومة أو عدم وضوحها في حال وجود قصور في أداء هذه الجهة أو تلك في الوقت الذي تتلكأ بعض الجهات في التعليق والرد على كتاب الرأي تفادياً لتصعيد الموقف أو الاعتراف بالتقصير وهو ما لا يخدم الصالح العام ولا يتماشى مع توجيهات القيادة بهذا الخصوص في أكثر من مناسبة.
وأخيراً: لقد تم اختيار اسم "الجمعية السعودية لكتاب الرأي" بعناية وذلك لإعطاء الانطباع الإيجابي والصحيح بأن بلادنا تحترم الرأي وتقدر أهل الرأي.. وتتيح مساحة واسعة لحرية الرأي نشعر بها ونمارسها نحن الكتاب.. ولذا فقد صرحت الدولة لجمعية تحمل هذا الاسم الجميل والفريد الذي لم تتعود عليه معظم دول العالم الثالث، حيث مصادرة الرأي وعدم الاعتراف بكيان مستقل لكتابه والمعبرين عنه.