الأمير سلمان وسياسة التحول

في عام 1985 كانت انطلاقة معرض الرياض بين الأمس واليوم في محطته الأولى في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي مدنها الثلاث (إشتاتقورت وكولون وهامبرج) وبعدها بعامين أصبح معرض المملكة بين الأمس واليوم، هذا المعرض الذي أشرف عليه إشرافاً كاملاً الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض آنذاك، حيث طاف بالمملكة العربية السعودية دول العالم وغيّر مفهوم النظرية عن المملكة أنها صحراء وخيمة وجمل إلى دولة حضارية تشهد نهضة شاملة، واطلعت الشعوب الأوروبية والأمريكية على نهضة المملكة من جميع الوجوه العمرانية والتعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية.
خاطب الأمير سلمان ملوك ورؤساء العالم وتحدث معهم عن أهمية المملكة وموقعها بين دول العالم، وهنا أدرك العالم وأدركت شعوبه أهمية المملكة ومكانتها الحضارية.
أما مكانة المملكة من الناحية الدينية فقد طاف بها من خلال معارض الحرمين الشريفين واطلعت شعوب تلك الدول على ما تقدمه المملكة من خدمات وتسهيلات لضيوف الرحمن في موسم الحج وما تقدمه للمعتمرين طوال أيام السنة، ما جعل المملكة تحتل المكانة المرموقة والأولى بين الدول الإسلامية؛ وذلك للجهود الجبارة التي بذلت لخدمة الحجاج والمعتمرين.
من خلال تلك المعارض عبر قادة ورؤساء العالم عن ارتياحهم للتطور الذي تشهده المملكة في شتى المجالات من خلال الدول التي زارها المعرض؛ وهي ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا وإسبانيا وكندا ومصر، وتحدثت الوسائل الإعلامية عن سياسة التحول السريع والنمو المتزايد للنهضة العمرانية للمملكة، وكانت أهم نقطة للتحول وصول السعودية إلى الفضاء الخارجي في أعظم رحلة قام بها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في رحلته ديسكفري، حيث احتلت المملكة مكانتها الفضائية بين دول العالم التي غزت الفضاء.
وفي ظل التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية خاصة والعالم عامة بدأ الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع جولة سياسية جديدة زار فيها دولا لها أهميتها الجغرافية والعسكرية بين دول العالم وأبرم اتفاقيات بين المملكة وهذه الدول لتعزيز أواصر الصداقة بين المملكة وتلك الدول، ومن المؤكد أن العالم الخارجي ينظر إلى سياسة التحول التي مكنت المملكة من الاستفادة من خبرات تلك الدول.
ولعل النظرة الثاقبة لولي العهد في هذه الجولة وإبرامه اتفاقيات مع دولتين متجاورتين، وفي الواقع ليستا متحابتين، والكل يعلم على مر السنين ما شهدته الهند وباكستان من حروب متضارسة رغم امتلاك كل منهما السلاح النووي.
أما العالم المترقب لهذه الزيارة هي مصدر قلق، حيث إن المملكة جعلت لنفسها مكانة ليس بالاقتصادية أو العلمية وحسب، بل مكانة عسكرية وهذا ما يخشاه العالم المترقب، وبذلك فقد برهن الأمير سلمان على وضعية المملكة وأنها لا تعتمد على مصدر واحد من الناحية العسكرية..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي