مشروبات الطاقة.. أخطارها الكبيرة تقتضي منع دخولها

كان قرار مجلس الوزراء متوقعا بحظر الإعلان عن أي مشروب طاقة أو القيام بالحملات الدعائية أو الترويجية له بأي وسيلة إعلامية، وذهب القرار لأبعد من ذلك، حيث تضمن الحظر على شركات مشروبات الطاقة ووكلائها القيام برعاية أي مناسبة أو القيام بأي عمل يؤدي إلى الترويج لها، وتضمن القرار أيضاً حظر توزيع مشروبات الطاقة مجاناً على المستهلكين بجميع الشرائح العمرية وحظر بيع مشروبات الطاقة في المطاعم والمقاصف في المنشآت الحكومية، والمنشآت التعليمية والصحية والصالات والأندية الرياضية الحكومية والخاصة، مع إلزام أصحاب المصانع والمستوردين لمشروبات الطاقة بكتابة نص - على عبوة مشروب الطاقة باللغتين العربية والإنجليزية - يحذّر من الآثار الضارة لمشروبات الطاقة.
لقد سبق أن منعت وزارة الصحة بيع المشروبات الغازية في المرافق الصحية، وتبع ذلك قرار مماثل من وزارة التربية والتعليم، فيما يخص المدارس وجميع مرافق الوزارة، ثم ألحقت وزارة التربية والتعليم حظرا آخر بمنع بيع وترويج الكاكاو والشيكولاتة في المقاصف المدرسية، واستبدال المشروبات الغازية بالحليب ومشتقات الألبان، وهناك توجه قوي لدى وزارة التربية والتعليم نحو فرض حظر على المقرمشات وشرائح البطاطس المعروفة باسم "الشيبس" بعد أن تحصل على رأي دقيق حول صحة وجود أضرار صحية على متناوليها من مراكز أبحاث متخصصة.
ومن هنا وعلى غرار دول أخرى فمن المؤمل أن يصدر قريبا قرار يمنع دخول هذا المشروب الضار جدا إلى السعودية.
إن وزارة الثقافة والإعلام ستشرع في القيام بتسويات مع الشركات المعلنة لمشروبات الطاقة في القنوات السعودية، بناء على قرار مجلس الوزراء، القاضي بحظر الترويج عن تلك المشروبات أو القيام بالحملات الدعائية في أي وسيلة إعلامية، وستتضمن عقود وزارة التربية والتعليم مع الشركات المشغلة للمقاصف المدرسية عدم بيع وترويج المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، حفاظاً على صحة الطلاب والطالبات، لما تشكله هذه المشروبات من آثار ضارة على الصحة، وقد بات من المؤكد طبياً أن المشروبات الغازية تحتوي على سعرات حرارية عالية، وتناولها بشكل مفرط له ارتباط بالسمنة وزيادة الوزن، ومن ثم الإصابة بالأمراض المزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى أنه قد يؤدي إلى تسوس الأسنان وهشاشة العظام، واحتمالية الإصابة بحصوات في الكلى، إلى جانب أنه يأخذ مكان المشروبات الصحية كالحليب والعصائر الطبيعية والماء.
إن المشروبات الغازية عبارة عن سوائل تحوي سعرات حرارية خاوية أي خالية من القيمة الغذائية، وإضافة إلى ذلك فهي ذات آثار وتفاعلات سيئة مع الأغذية الأخرى، وتسبب حرمان شاربيها من الفائدة المرجوة عند تناول الأطعمة المفيدة معها، كما أن علبة واحدة من المشروبات الغازية تحتوي على ما يعادل 33 جراما من سكر المائدة (السكروز)، وهذا النوع من السكر سريع الامتصاص، وبالتالي يرفع سكر الدم بشكل سريع وهذا بدوره يؤثر سلبا في التحكم في داء السكري، إضافة إلى أن المشروبات الغازية تحوي مادة الكافيين التي تؤثر سلبا في امتصاص الحديد، مسببة بذلك فقر الدم الذي يعتبر من المشكلات الصحية المنتشرة بين الأطفال والمراهقين، وتسبب لهم ضعفا عاما في الصحة وقلة في النشاط ونقصا في الشهية.
إن خطر تناول هذه المشروبات يتمثل في انخفاض قيمتها الغذائية لعدم احتوائها على البروتينات أو الدهون أو الفيتامينات والمعادن، وانتشرت بشكل كبير بسبب عدة عوامل رئيسة، التي يلعب فيها الإعلان دورا كبيرا، كما أنها بدأت تحل محل الحليب والعصائر الطبيعية، الأمر الذي يمثل خطرا على الصحة، ويلاحظ مدى تضرر الأشخاص من جراء تناولها وبالذات فئة صغار السن، الأمر الذي أدى إلى استبدال شرب الماء بهذه المشروبات، فالمشروبات الغازية هي مشروبات صناعية مضافة إليها مواد حافظة وغازات ونكهات، تعطيها الطعم المميز، الذي أصبح مصيدة للمستهلكين من كل الأعمار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي