بركان شركات الإسكان
خرجنا من مطبات الاستثمارات الوهمية والمتعثرة - المساهمات العقارية وشركات توظيف الأموال ومساهمات سوا – وبعضها تم اتخاذ التدابير القانونية لعلاجها وحلها كأزمة حدثت وبعضها مازال معلقا، وتم وضع ضوابط لمثل هذه الأعمال والاستثمارات التي انتهى معظمها بخسائر فادحة مادية ومعنوية والنتائج واضحة وجلية ومستشفيات الصحة النفسية والأطباء النفسيون ازدهر سوقهم هذه الأيام رغم ضعف الوعي بأهمية العلاج النفسي من الصدمات والإفلاس المادي وتراكم الديون وتوزيع الراتب بين البنوك وشركات التقسيط.
اليوم, وبعد التحول السريع والمفاجيء والعودة للاستثمار في القطاع العقاري من قبل رجال الأعمال وعودة تجار العقار إلى قواعدهم بعد رحلة طويلة وشاقة إلى سوق الأسهم، حتى وإن كان العائد على الاستثمار فيه بطيئا وقليلا ولايقارن بالأسهم الا إن القناعات بدأت تتغير.
اليوم التحركات كثيرة ومتعددة نحو العقار, وهناك تحول لبعض القطاعات وتوجهها للاستثمار في شركات وصناديق ومحافظ عقارية وخصوصا مشاريع الإسكان مثل البنوك والتأمينات الاجتماعية ومصلحة التقاعد وبعض شركات التطوير العقاري. أيضا هناك شركات جديدة تأسست لهذا الغرض ومنهم من يرى أنه سيسهم في حل مشكلة الإسكان وتوفير قروض ميسرة، ولكن آلية التنفيذ غير واضحة وأسلوب العمل كيف سيكون؟ هل هو ببناء المنازل التجارية دون النظر للجودة وبيعها بأعلى الأسعار ؟ أم سيتم جمع الأموال – الدفعات الأولى ثم المماطلة والتسويف وتأخير التنفيذ! كما حصل من بعض الشركات والأفراد خلال الفترة الماضية. المهم أن التهافت للحصول على حصة من الكعكة يجب ألا يكون على حساب المصداقية والتلاعب بمشاعر المساكين والطامحين للحصول على مسكن فقد اختلط الحابل بالنابل.
آخر موضات والاحتيال ما رواه لي بعض الزملاء من قيام بعض الأفراد يدعون أنهم يعملون في مكاتب عقارية مصرحة ويمارسون النصب على المستاجرين بحيث يتم عرض شقق أو فلل للإيجار وبأسعار وهمية قد تكون أقل من القيمة الفعلية بكثير. ويتم إغراء المستأجر بالسكن بحيث يجدها فرصة نادرة ويقتنع مباشرة ثم يطلب منه السمسار دفعة مقدمة كعربون ويأخذ المبلغ ويهرب. واللوم طبعا يقع على الاندفاعيين من الضحايا البسطاء مادام كل شخص مسؤولاً عن أفعاله ولاتوجد جهة تنظم هذا القطاع، فمثل هذه الأمور لابد أن يتم التحقق منها قبل الوقوع ضحية في يد بعض العابثين، والحديث يقودنا إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند التفكير في الاستئجار أو شراء المساكن الجاهزة من بعض الشركات المماطلة أو التي ستظهر وتماطل وأشد مانخشاه هو ثورة بركان شركات الإسكان والتي قد تصبح فرصة جديدة للاندفاعيين والمنتفعين على حساب المرضى والمتأثرين من سوق الأسهم.
* رئيس فكر الدولية