التعادل الإيجابي

كان يوم أمس الأول الأربعاء قد شهد عدداً من المباريات التى اهتم بها الشارع الرياضي السعودي عموماً، منها ما هو مهام وطنية للأندية السعودية على المستوى الآسيوي، ومنها ما هو سوبر أوروبي في إسبانيا، ومنها ما هو أوروبي أيضاً في دوري أبطال أوروبا، المعني هنا في أربع مباريات الرابط بينها أنها انتهت كلها بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف.
نبدأ بمباراة كاشيوا الياباني والشباب السعودي التي حقق فيها الشباب تعادلاً مستحقاً بهدف جميل للمحترف البرازيلي فيرناندو مينقازو الذي يقضي الموسم الثالث له مع الشباب، وهو حتى وإن لم يكن في مستواه في الموسم الماضي ولكنه يعد من أبرز المهمين من المحترفين غير السعوديين في ملاعبنا. تعادل مهم خارج الأرض بالنسبة للشباب وتأهل قريب للشباب يوم الثامن عشر من سبتمبر 2013م، الشباب أيضاً قدم مستوى كبيراً أمام الفريق الياباني واستطاع أن يسيطر على اللقاء وقدم رافينها البرازيلي مستوى مميزاً، ولاحت للشباب فرصتان مهمتان على الأقل للتسجيل، إذن تعادل إيجابي وتأهل بنسبة 60 في المائة للمرحلة القادمة.
المباراة الثانية التي أتحدث عنها هي مباراة الأهلي السعودي وسيؤول الكوري الجنوبي في لقاء اكتظت به جنبات ملعب الشرائع ووجد الجمهور بأعداد كبيرة جداً، بتنظيم وترتيب ونشيد مميز، وكعادة الجمهور الأهلاوي دعم الفريق بروح كبيرة وبوجود حتى النهاية، والنتيجة هي كما سابقتها التعادل الإيجابي بهدف لمثله مع ضياع خمس فرص محققة للتسجيل للنادي الأهلي خلال المباراة، اللافت للنظر هو المدرب البرتغالي للنادي الأهلي فيتور بيريرا وتفاعله مع الجمهور قبل المباراة بيومين من حثه للحضور، وطلبه لن تكون هناك طريقة للتشجيع عندما تكون الكرة في حوزة الفريق الكوري، وهذا بالطبع لا يمكن أن نشاهده إلا مع الفرق الجماهيرية.
برونو سيزار أكد أنه الأفضل بين اللاعبين غير السعوديين بالرغم من محاولات التشويه لصورته وعلاقته باللاعبين، وحتى مقولة إنه متعالٍ على الأهلي ولاعبيه التي حاول الإعلام بثها وصلت لقناة الجزيرة وقيلت في الاستوديو التحليلي، ولكن بالرغم من ذلك فقد قدم برونو أداءً كبيراً وأظهر رشاقة في لعبه وقيادة للفريق بكل المعاني.
موسورو من الناحية الأخرى كان وجوده قوياً وأداؤه مميزاً ووجد بخفة وخبرة ودقة التمرير، فيتور بيريرا يفاجئ الجميع بتغيير برونو وموسورو الأفضل للفريق ليدخل صالح الشهري وسلطان السوادي بديلين ليتحرر تيسير الجاسم قائد الأهلي وكلمة السر ويتحرر أيضاً مصطفى بصاص ويزداد الضغط الأهلاوي ليتم تسجيل التعادل، وكان من الممكن الفوز ولكن كان التعادل بكل المعاني إيجابياً مع أحد أقوى فريقين في الشرق الآسيوي (جوانزو الصيني هو الفريق القوى الثاني) الذي لعب في الدوري الكوري 21 مباراة بينما هذا اللقاء يعتبر الأول للأهلي.
المباراة الثالثة هي لقاء أيدنهوفن الهولندي الفريق الكبير والمميز والعريق مع الإيطالي أيه سي ميلان الحائز على دوري الأبطال سبع مرات ويلعب للدخول لمرحلة المجموعات في دوري الأبطال لهذا العام، التعادل بهدف لهدف خارج الأرض للميلان مهم جداً في مياريات يعتبر عامل الأرض مهماً عند الفرق الأوروبية، مباراة الإياب ستكون الأربعاء القادم في ملعب السان سيرو في انتظار متعة أخرى للروسونيري.
المباراة الرابعة كانت (كما يقول لي صديقي غسان كشميري) السوبر الحقيقي والأصلي بين اتليتكو مدريد وبرشلونه والذي انتهى بالتعادل بهدف لمثله بعد هدف جماعي جميل جداً من اتليتكو عن طريق ديفيد فيا بعد عرضية متقنة من التركي اللتحي آرا توران، ولكن مهارات نيمار وإمكاناته سجلت التعادل للبرشا في انتظار مباراة العودة الأسبوع القادم.
وبالعودة للسوبر نجد أن نظام السوبر الإسباني مباراتان ذهاباً وإياباً والسوبر الإيطالي مباراة واحدة محدد ملعبها سابقاً، واستغرب من بعض الكتاب الرياضيين عندما يعمم أن العالم أجمع المعروف عنه مباراة واحدة في ملعب محايد وغيرها من الأخبار غير الدقيقة وكلها تحدث في ملاعب العالم، عموماً سوبرنا المحلي تأجل بسبب المحاربة الإعلامية لموسم واحد، وعندما لم ينفع الزج ببطل كأس ولي العهد في السوبر جاءت الأخبار أن تاريخ السوبر وأول بطولاته كانت بين الأهلي والهلال خيرياً ذهاباً وإياباً قبل أكثر من ثلاثة عقود وبعدها خبر آخر يقول إن مباراة الافتتاح الودية لكأس المؤسس بين الهلال والأهلي التي قادها عبدالرحمن الزيد وهو الذي كان يرفض قيادة مباريات الهلال من باب عدم الإحراج والحيادية، أصبحت هي تاريخ كأس السوبر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي