تذكرة لأمين المنطقة الجديد
أحسب أن كثيرا من الناس قد تفاءلوا بمقدم الأمين الجديد للمنطقة الشرقية. وبهذه المناسبة أود وضع بعض النقاط على طاولته على سبيل التذكير.
أولى هذه النقاط هي ضرورة الاهتمام بدور المجلس البلدي الذي يمثل الذراع الأهلية للبلدية. يمكن للمجالس البلدية في محافظات المنطقة أن تسهم بدور فعال في تنميتها وترسيخ التعاون بين الأجهزة الخدمية والمجتمع. في الدورات الماضية عانت المجالس قلة اكتراث التنفيذيين بها وعدم تقديرهم لقيمتها. وننتظر من الأمين الجديد أن يعيد صوغ العلاقة بين الطرفين على نحو يعزز مكانة المجلس البلدي كصوت للمجتمع وتطلعاته.
ثانيا: الفارق بين بلدية ناجحة وأخرى فاشلة، يكمن في تأثير مشاريعها على مستوى معيشة الناس خلال فترة محددة. التخطيط العمراني في معناه الموسع هو تطوير المدينة والقرية على نحو يجعل الحياة فيها أقل تكلفة على المستوى الإنساني، وأعلى مردودا على المستوى الاقتصادي. من هنا فالمطلوب من البلدية ليس فقط حل العقد الصغيرة هنا وهناك، بل وضع الأسس الضرورية لتوسيع منظومات العمل والاستثمار. توسع النشاط الاقتصادي في أي مدينة سينعكس إيجابيا على مداخيل البلدية وعلى تفاعل المجتمع معها. ويهمني هنا التأكيد على الحاجة لتطوير المناطق الصناعية وجعلها بيئة أكثر جذبا للاستثمار وتوليدا للوظائف. كما أود التأكيد على أهمية التوسع في إنشاء الحدائق العامة وأماكن اللهو للشباب، ولاسيما أن المنطقة تتمتع ببيئة مناسبة مثل الواجهة البحرية الطويلة والمساحات القابلة للتشجير.
ثالثا: تعاني المنطقة الشرقية معضلة لا أظنها معروفة في مناطق المملكة الأخرى، ألا وهي ''محجوزات أرامكو''. تفويض ''أرامكو'' صلاحية منع الناس أو السماح لهم بتسجيل أملاكهم وتغيير استعمالاتها، أدى عمليا إلى تعطيل أو إبطاء التنمية الاقتصادية، لا سيما في المدن القريبة من منشآت ''أرامكو''. وهذا يشمل جميع قرى محافظة القطيف على سبيل المثال. تخيل أن سعر المتر المربع في أي قرية من قرى القطيف يزيد على ألفي ريال، ويصل في بعض القرى إلى 3500 ريال، أي ما يقارب سعر المتر المربع في العاصمة الرياض. بعبارة أخرى فإن بناء بيت يتطلب صرف مليون ريال تقريبا، قبل أن تضع طابوقة واحدة. السبب الرئيس لهذا هو شح الأراضي المعروضة، لأن المحروسة ''أرامكو'' لا تسمح بتحويل الأراضي إلى سكنية أو تجارية إلا بالقطارة. نأمل أن يهتم الأمين الجديد بمعالجة هذه المسألة، التي أدت فعليا إلى رفع تكلفة السكن، وإحباط جهود الشباب الذين يستطيعون الحصول على قرض للبناء، لكنهم يفشلون في الحصول على قطعة أرض بسعر معقول.
أدعو الله للأمين الجديد بالتوفيق في مهمته، وأحسب أنه أهل لها، وسننتظر مبادراته وآمل أن يكون منفتحا على المجتمع ومتجاوبا مع مطالبه وآماله.