«الشلهوب» قدوة حسنة
هو آخر جيل الكبار ومن أوائل جيل اللاعبين الرجال، يتواضع بالفرح عند الفوز ويبكي عند الهزيمة لأن الخسارة مؤلمة، بكى مع منتخب الوطن في اليمن وكانت دموعه "حارقة" لأنها خرجت من القلب فكان الرد له لا تبك فأنت بذاتك ونقائك وطيبتك و"علومك" بطولة، استحوذ على كل البطولات في تاريخه ورفع كل تاريخ الكؤوس، شارك في كل المباريات ولم يشارك في قرارات انضباطية ولا يحمل سجله عقوبات تأديبية، لعب مع صغار السن وكان خير ساند لهم ولعب مع كبار النجوم وكان لا يقل عنهم، اختلف عليه "بعض" المدربين فنيا، ولم يختلفوا عليه احترافيا فجميعهم خرجوا من حياته التدريبية وهم يشيرون إليه أن اجعلوا أبناءكم يقتدون بكل أفعاله داخل عالم كرة القدم وخارجها فالإنسان "الطيب" لا يختلف هناك عن هنا، ابتسامته تخفي أحزانه فقد أغلى ما يملك "والديه" ولم نفقد منه أمله وصبره وبقي كالذهب يلمع في كل أحواله، مسيرته طويلة جداً وأفعاله الجميلة كثيرة جدًا وأهمها أنه لم "يغُضب" عليه أحدا ولم يغضب منه أحد وبقي صديقا للمنافس كما هي صداقته لمن هم بمحيط ناديه، يملك رصيدا وافرا من "التواضع" جعله واحدا من الكبار الذين يتحملون كل شيء وكل التعب حتى يفرح ويفتخر غيرهم بأفعالهم ويتركوا صفحات التاريخ تمتلئ بالكلمات البيضاء ويجعلوا الأفعال السوداء خارج حياتهم لسبب بسيط جدًا وهو احترامهم للآخرين كما يجب.
أرجوكم اتركوا كل تعصبنا وتنافسنا في أي مكان كان واجعلوا تنافسنا على بناء أجيال تفعل كما فعل ويفعل "محمد الشلهوب" في أرض الملعب وخارجه حتى نخلق كرة قدم ممتعة لا يشوبها "سواد" فهي فقط فرحتنا الوحيدة التي تجعلنا نترك كل شيء لها وحتى تستحق أن نفعل لها ذلك علموا الأجيال القادمة كيف كان "يعمل" وكيف يجب أن يكونوا كما هو.