قديمك نديمك ..

في القناة الرياضية السعودية كانت هناك إعادة لإحدى مباريات ديربي الهلال والنصر في الألفية الماضية والأكيد أنها لا تشبه مباريات الجيل الحالي تحديدا على الصعيد الجماهيري، فهناك كانوا منظمين ذاتيا من غير تدخل المنظمين وكانوا لا يتفاعلون إلا بهجمات فريقهم، ومنظرهم في المدرج شبيه بصورة كربونية من ملاعب الإنجليز لأن كرتهم لم تكن خارج الملعب، ليست مبالغة كل ما عليك عزيزي القارئ متابعة إحدى مبارياتهم الماضية ومقارنتها بمباريات الحاضر ستكتشف أنهم كانوا لا يفارقون مقاعدهم كثيرا لحرصهم على كل ثواني المباراة بعكس (بعض) جمهورنا الحالي الذي يفرغ معظم طاقته قبل المباراة والباقي منها يذهب في أشياء لا علاقة لها بكرة القدم. أعترف بأنه ليس الكل ولكن الأكيد أن تاريخ المدرج الماضي كان أكثر أناقة وجمالا.
قد لا يجد هذا الموضوع اهتماما من الأغلب وقد يرى آخرون أن لا مقارنة بين الأمس واليوم لاختلاف عقلية الماضي عن الحاضر ولكن ما شدني لكتابة هذا الأمر أن المشجع شريك أساسي لجمالية المباراة وإخراجها بصورة تبقيها طويلا في ذاكرة التاريخ ضمن المباريات ولنا في مباريات سابقة شواهد ولأننا مقبلون على نهائي مهم يجمع قطبي العاصمة لم يتكرر من أيام الجيل الماضي فكل الحرص أن يكون مشجع اليوم عنصرا أساسيا في إخراج المباراة بشكلها المقبول من غير الذهاب بها إلى أشياء قد تفسدها عما ننتظر منها أن تكون.
أتفهم أن مدرجات ملاعبنا كانت (تصدر) الأهازيج إلى المدرجات الخليجية بل كانوا يقدمون العقود الاحترافية لبعض رؤساء الروابط في مناسباتهم الكبرى لإيمانهم بأن شكل المدرج من أهم شروط مباراة كرة القدم, وحتى لا نفقد هذا (الامتياز) في ملاعبنا فقط أعيدوا لنا تفاعلكم لكرة القدم وأبعدوا كل مَن (يندس) لتشويه أهم مكتسبات رياضتنا, فمهما كانت أهمية المباراة فدون جماهير واعية وحضارية تتفاعل في الوقت المطلوب منها وتساند عند الحاجة لذلك وتشجع حينما يكون هناك ما يستحق التشجيع.. دونهم تكون ناقصة!
تغريدة: الأواني الفارغة تحدث ضجة أكثر من الأواني الممتلئة.. وكذلك البشر! (محمد الرطيان)

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي