خيتافي والفتح وفالنسيا

المتابع للدوريات الأوروبية، وبخاصة الدوري الإسباني (لا ليقا) يعرف أنه منذ بداية الألفية الثالثة، أي في الـ12 موسمًا السابقة، حصل ريال مدريد على بطولة الدوري الإسباني خمس مرات وحصل برشلونة على خمس بطولات أٌخرى، بينما كانت مسابقتان للدوري من نصيب فالنسيا الذي يعد الفريق الوحيد الذي كسر احتكار الريال وبرشلونة في الألفية الثالثة.
ولمن يتابع الدوري الإسباني أيضًا يعلم ويتذكر تمامًا موسم 2004 – 2005 عندما قدم الصاعد حديثًا فريق خيتافي مستوى مميزًا تصدر به الليقا إلى منتصف الدوري، وبعدها هبط مستواه ولم يتمكن من الصمود في الصدارة، وحتى حصل على المركز السادس مع نهاية الدوري وهو المركز الذي لا يؤهل إلى دوري الأبطال الأوروبي (البطولة الأغلى والأهم للأندية في أوروبا)، علمًا بأن نادي برشلونة حقق الدوري في ذلك الموسم.
أورد المثالين أعلاه لأعترف بأنني ومجموعة من الأصدقاء الرياضيين كنا نتوقع أن يكون الفتح في دوري زين السعودي هذا الموسم مثل خيتافى؛ فقاعة كبيرة، لكنها في طريقها للخفوت مع نهاية الدور الأول، لكننا أخطأنا التقدير؛ فالفتح من الواضح أنه قادم ليقدم نفسه كفالنسيا ليكسر تكرار فوز الهلال والاتحاد بالدوري في الألفية الثالثة مع المشاركة الشبابية.
الفريق الذي فاز على الهلال مرتين، وعلى الاتحاد والشباب حتى الآن مرة، وتعادل مع النصر مرتين والأهلي مرة ولم يخسر حتى الآن في سبع عشرة جولة من دوري زين (ما شاء الله)، بلا شك أن فريقًا بهذه النتائج ومع استمرارها جدير ويستحق الدوري، لكنه يستحق من كافة الجمهور الرياضي التقدير والاحترام والمساندة والتشجيع، وبخاصة في المشاركات الخارجية باسم المملكة العربية السعودية. تواضع كبير من إدارة الفريق في كل التصريحات، وحتى من مدرب الفريق واللاعبين عندما يتحدثون عن أن هدفهم في هذا الموسم هو الوصول إلى التأهل للبطولة الآسيوية (دوري أبطال آسيا). وعمومًا أحب أن أوضح أن بطل دوري زين هو أول المتأهلين لدوري أبطال آسيا، وهذا يظهر بوضوح دهاء التصريح واللغة الواحدة التي يتحدث بها أعضاء الفريق الذي على بعد شهرين ونصف الشهر (مع التوقف) من تسجيل اسمه كفريق ثانٍ من المنطقة الشرقية والأول من الأحساء الذي يتقدم الصفوف في الدوري. عمومًا، فنيًا هو فريق مرتب ( على طريقة اللبنانيين) ومجموعة متفاهمة جدًا حتى الصفقات المحلية تأتي بدراسة متأنية واستقرار لسادس سنة على التوالي مع المدير الفني للفريق، والذي أصبح وكأنه واحد من أهل الإحساء من إقامته هناك وعمله الفاعل مع أحد فرق المنطقة. قد يتحدث البعض عن المباراة الأخيرة للفتح في استضافة النادي الأهلي التي تعد أفضل مباراة في الدوري حتى الآن، وأن الأخطاء التحكيمية كانت مؤثرة في المباراة ولم تحتسب هدفًا صحيحًا كان رابعًا للنادي الأهلي ومع وجود خطأ ضد مهاجم الفتح في الهدف الأول للفتح، وعلى الرغم من كل هذه الأحاديث فإن العمل الكبير والدؤوب الذي يقوم به فريق الفتح في كل مباراة ومع كل أسبوع والفوز على المنافس المباشر (هذا العمل) يستحق معه الفريق بطولة الدوري، وغدًا لناظرة قريب، فهل يكون الفتح النسخة السعودية لفالنسيا أم سيشارك في دوري أبطال آسيا بغير المركز الأول؟

نقاط حرة
كل التوفيق أتمناه للعزيز زكي الصالح في المهمة الصعبة بإدارة المنتخب السعودي الأول؛ فهو الرجل الأنيق قليل الكلام والذي أتذكر تمامًا مشاركته التحليلية مع فريق التعليق بقناة أوربت في موسم 2003 م وتألقه والتزامه والخبرة التي اكتسبتها منه شخصيًا عندما كنت معلقًا بجانبه وهو يحلل بكل أناقة.
الشفافية والصراحة والهدوء والخبرة والعمل بقوة والرغبة في التطوير والإدراك التام للشباب ومطالبهم واحتياجاتهم، كان عنوان اللقاء الحدث هذا الأسبوع للأمير نواف بن فيصل في قناة إم بي سي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي