الإعلام هو السبب
خسرت فرنسا في كأس مونديال 2010 في جنوب إفريقيا بمستويات سيئة، بعدها (قام الإعلام ولم يجلس) ووصفوا مدربهم آنذاك (دومينك) بأقسي الكلام. لم يخرج عليهم من يقول إنكم (أنتم السبب)، إنجلترا تعاني منذ زمن ولا تزال بسبب أن منتخبهم لا يحرز البطولات. ومن ذاك الزمان وحتى الآن وإعلامهم ينتقد بطريقة لا يمكن وصفها، ومع ذلك التزم المسيريون لرياضتهم هناك باحترام الإعلام ودوره، والسبب في ذلك أنهم يعلمون أن للإعلام استقلاله التام عن الكل، فهو متابع لكل ما يحدث وليس تابعا لصانعي الأحداث.
هنا وصل كثير من الشخصيات إلى تبوء مقاعد مهمة في صناعة القرار الرياضي، وهي لا تزال لا تعلم هل الإعلام (شريك) لهم أم هو محاسب لعملهم وقراراتهم؟ بل إن الأغرب من ذلك هو كيف لهم أن يتركوا عملهم والتخطيط له ورسم مستقبله ودراسة صغائر الأمور قبل كبيرها، من أجل أن (يواجه) الإعلام ليرمي عليه مشاكله المتمثلة بعدم قدرته على معرفة ما يجب عليه عمله، وهذا ما يحصل مع أغلبية صناع القرار، لذلك هم (زرعوا) مفهوم أن الإعلام شريك وغالبا صديق وأحيانا يكون (رفيق سفر) حتى ترسخ ثقافة (شلني وأشيلك) ولكن الحقيقة هي أن المسؤول الناجح لا يخشي الإعلام، والإعلامي الناجح لا يخشي المسؤول، فكل يقوم بعمله الذي يعتمد التفرغ الكامل له، أما هنا فأغلبية أوقات بعض المسؤولين يكون من أجل (تضبيط) إعلامي حتى لا يفتح الأعين على عملهم (الماشي بالبركة)، وبعض الإعلاميين يستغلون هذه السلطة من أجل (تخويف) المسؤول بها، والضحية في كل ذلك هو العمل.
الإعلام يا سادة رفع قوما وأسقط آخرين وكبَّر صغارا وصغَّر كبارا. الإعلام هو خطر هذا الزمن وسلاح الدول، ونحن لا نزال نعتقد أنه للتسلية.
تغريدة
هناك دول تُهدم بالحروب، وهناك عقول تهدم دولا.