موظفون بثلاث وظائف وغيرهم عاطلون

[email protected]

معروف أن نظام الخدمة المدنية يمنع الجمع بين وظيفتين فما بالك بثلاث وظائف. خصوصاً أن هذا يحدث للأسف في ظل كثرة أعداد العاطلين عن العمل. فكيف يُسمح بتجاوز الأنظمة ويتم غض الطرف عن أناس لديهم وظيفتان أو ثلاث لو لم يتم السكوت عن هؤلاء الذين نهبوا الوظائف من أيدي الشباب المستحقين لها وتركوهم عالة على أهلهم ومجتمعهم يندبون حظهم العاثر أن وُجِدوا في زمن أصبح الطمع سمة البعض، حيث يستولي على حقه وحقوق الآخرين. في زمن كثر فيه من لا يهتم إلا بنفسه فقط لا يقنع بما لديه بل يجاهد في سبيل الحصول على المزيد. وبذلك فإن هؤلاء الموظفين لا يستطيعون الوفاء بمتطلبات تلك الوظائف فيحصل التقصير والإهمال وعدم أداء المطلوب لأن صاحب بالين كذاب فما بالك بثلاث وظائف. الكثير من الموظفين يلهجون بالشكوى من عدم قدرتهم على تحمل أعباء وظيفة واحدة فكيف بمن يشتغل في ثلاث. نحن نشاهد بعض الموظفين وهم كثير يعملون في إمامة المساجد أو مؤذنين، إضافة إلى وظيفته الرسمية كموظف أو معلم. ويزيد المعلمون على غيرهم في وظيفة ثالثة وهي التدريس في المدارس الليلية، فلماذا كل هذه الوظائف لشخص واحد بينما هناك الكثير من العاطلين؟ العمل في المساجد أئمة أو مؤذنين سيضطر الموظف أو المعلم إلى أن يترك عمله أو مدرسته قبل أذان الظهر أو أن يوكّل أحد الوافدين العرب أو العجم للقيام بأداء الأذان أو أن يؤم الناس بدله في الصلاة، وبهذا يكون قد أخل بالمطلوب منه إما في وظيفته الأولى بالخروج من العمل أو المدرسة أو وظيفته الثانية بإسنادها لغيره. فلماذا كل هذا الطمع؟ فالقناعة كنز لا يفنى، ومعروف أن من يعمل في المساجد كمؤذنين أو أئمة يحصلون، إضافة إلى الراتب أو المكافأة (كما يحبون أن يسموها)، يحصلون على سكن، هذا سر التهافت الكبير على المساجد من معظم الموظفين والمعلمين. والدليل أن المساجد التي ليس لها سكن يندر الإقبال عليها. أليس الشباب حديثو التخرج الجالسون في المنازل بلا وظيفة أحق من الموظفين والمعلمين بوظائف الأئمة والمؤذنين؟ نعم إنهم أحق بالراتب والسكن ممن لديه وظيفة وسكن أو يستطيع استئجار سكن من راتبه كموظف أو معلم. ثم لماذا لا تُسند وزارة التربية والتعليم التدريس في المدارس الليلية "محو الأمية ـ أو المتوسطة ـ أو الثانوية" للشباب الذين تخرجوا في كليات المعلمين أو الجامعات ولم يتم تعيينهم كمعلين في المدارس النهارية. هم أحق ممن لديه وظيفة. لهذا ورأفة بالشباب العاطل ينبغي أن تكون وظائف المساجد وظائف رسمية لا يمكن أن يتعين عليها من لديه وظيفة. إن وظائف المساجد سوف تغطي حاجة الكثير من العاطلين وسوف تفتح لهم باب رزق أُغِلق في وجوههم بسبب قلة الوظائف. فهذه وظائف هم أحق بها من غيرهم من الموظفين والمعلمين. أستغرب السكوت عن موظفين لديهم أكثر من وظيفة رغم أن كل موظف أو معلم يوقع على إقرار أنه لا يعمل ولن يعمل في وظيفة أخرى. فهل المؤذن والإمام ليست وظيفة يتسلم من يقوم بها مقابلا ماليا شهريا سموه ما شئتم راتبا أم مكافأة. أليس كل موظفي الدولة لا يحق لهم العمل في التجارة والمؤسسات والشركات التجارية حتى لا تتعارض مع عملهم الرسمي في الدولة ويحصل الإهمال والتقصير؟ لماذا التشدد في هذا الجانب والتراخي والتساهل مع الأئمة والمؤذنين؟ مع أنني متأكد أن كل هؤلاء لا يأخذون إذنا من وظيفتهم الرسمية عند رغبتهم في القيام بوظيفة أخرى كمؤذن أو إمام، لأنهم يعتبرون ذلك حقا من حقوقهم وهذا طبعاً عُرف وليس نظاما للأسف. العاطلون أولى بالمساجد والمدارس الليلية من الموظفين والمعلمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي