"شقراء .. تكريم ووفاء"

[email protected]

ما أجمل أن يعترف الناس بفضل بعض الرجال. والأجمل من الاعتراف أن يترجم إلى ملحمة من الحب والوفاء والتكريم. في شقراء ترجم الأهالي مشاعرهم إلى حفل بهيج احتفاء بأحد الرجال الذين سخروا وقتهم وجهدهم وقلمهم لخدمة محافظة شقراء، رجل لا يكل ولا يمل يقضي جل وقته في متابعة وملاحقة كل شؤون البلد في حركة دائبة استطاعت بتوفيق الله أن تفك طلاسم البيروقراطية في الوزارات والإدارات الحكومية، فكما يقول المثل "لا يفل الحديد إلا الحديد". هذا الرجل الذي احتفلنا بتكريمه يوم الخميس مساء 2/11/1427هـ هو المعلم والأديب / عبد الرحمن بن عبد الله العبد الكريم – أبو عبد المجيد.
هذا التكريم وقبله تكريم آل الجميح والجهيمان والبواردي وهم أحياء، يسجل لأهل شقراء لأننا اعتدنا أن يُكرم الناس العلماء والأدباء والوجهاء بعد موتهم. فتكريم الأحياء تجسيد لحب الناس لهم ووفاء لما قدموه من جهد يلمسه المكُرَم ويقع في نفسه موقعا طيبا وينسيه الجهد والبذل والتعب، ويشاهد بأم عينيه مشاعر الناس تجاهه، ويتيقن بأن ما قدمه محل تقدير وقبول من المواطنين. هذا ما لمسناه في احتفالات التكريم السابقة وفي حفل تكريم أبو عبد المجيد كنا نشاهد الجموع المتدفقة لمقر الاحتفال في مشهد رائع لوفاء المواطنين الغيورين الذين يشعرون بأن هذا الرجل قد طوق أعناقهم بجميل من خلال سعيه ومطالبته الدائمة للبلد في شتى المجالات.
لقد تحقق على يديه العديد من الإنجازات والمشاريع ما كان لها أن تتحقق لولا توفيق الله وسعي هذا الرجل، حيث إن حبال الوزارات طويلة وقل أن يسير مشروع بشكل عادي وينفذ بتخطيط مسبق لحاجة الناس والبلد، دون مطالبات ومراجعات ووساطات ووجاهات. وهذا ما قام به أبو عبد المجيد فسخر شعره ونثره وطاقته الجسدية في تحريك الراكد وإيقاظ النائم من المشاريع في أدراج مكاتب الوزارات. في حفل تكريم ابن عبد الكريم حضر الوزير والشيخ ورجل الأعمال والأديب والدكتور والأستاذ والموظف والطالب، حضر الصغير والكبير حضر من لم نشاهده سابقاً في أي احتفال. كلهم حضروا حباً لهذا الرجل ورداً لجميله ومعروفه عليهم. عبر له الجميع عن حبهم وما ذلك الكم الهائل من الهدايا التي قُدمت له إلا عربون وفاء لمن يستحق الوفاء والتقدير، ورسالة لكل مقتدر على خدمة بلده أن يبذل ويقدم ويضحي كما فعل أبو عبد المجيد. لا أن يُنسيه المنصب والكرسي وبريق المدينة أهله وناسه، الذين ينتظرون أن يكون عوناً لهم وقد قيل في الأمثال "اللي ماله أول ماله تالي" فكم من شخص تبوأ المناصب سنين عديدة لا يذكر منها الناس منها يوماً واحداً لأنه لم يقدم فيها ما يشفع له أمام الناس أن يقدروه أو يقدموا له الشكر فضلاً عن أن يكرموه. أعرف أنه جزاه الله خيرا "أعني أبو عبد المجيد" عانى الكثير ولاقى أبواباً موصدة وموظفين يصدونه ويردونه عن لقاء المسؤولين، لكنه لم يكل ولم يفت في عضده، كان يحمل رسالة أهله وناسه وبلده في يد وعدم اليأس في اليد الأخرى يطرق جميع الأبواب ومن لا يفتح فلديه أسرار جميع الأقفال فلم يستعصي عليه باب ولم تثقله السنون بل كان يزداد شباباً كلما رأى ما سعى إلبه قد تحقق.
للأسف لا بد من هكذا عمل لتتحقق المشاريع رغم تأكيد ولاة الأمر خاصة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بأنه لا عذر للوزراء في تنفيذ كل ما يحتاج إليه المواطن وسرعة التنفيذ وعدم التأخر في كل ما يعود بالنفع والفائدة للمواطنين. ورغم ذلك لا بد من أبو عبد المجيد وأمثاله لإيقاظ المشاريع النائمة في الأدراج ودفعها نحو التنفيذ و إلا فإنها ستنام طويلاً.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي