مع «السقف الأعلى».. راحوا الطيبين

قبل 398 يوماً، وعبر مقال كتبته تحت عنوان: ''الهلاليين الجدد'' قلت إن هناك ثقافة هلالية جديدة بدت تتشكل داخل المنظومة الزرقاء، بهدف كسر سياسة ولاء النجوم المقدسة في البيت الهلالي، والخروج على فكر ''أريد الزعيم وإن كان عرضه الأقل''، الذي ظل يتكرَّس في أذهان الشارع الهلالي من أعلى مسؤول فيه حتى أصغر مشجع، لدرجة أنه أصبح من المسلمات أن يوقع أي لاعب هلالي على عقده بكل سرية، ودون أن تظهر على الملأ أية مساومة أو شفافية أو مطالبة بحق من حقوق هذا اللاعب أو ذاك!
هذا الفكر الذي تشربه أبناء الأزرق أو القادمون إليه أصبح السلاح الفعال الذي يغرسه الهلاليون، لوأد محاولات التسرب ولي الذراع التي قد تحدث من بعض اللاعبين، ولعل تصريح صالح الصقري عضو الشرف الهلالي بحق الإدارة الزرقاء في قضية الفريدي في الموسم الماضي ومطالبته لها بالرحيل يصب في خانة هذا التعزيز، فالهلال لا يخضع لأي لاعب، ولا يمكن أن ينقاد لمطالب أي نجم أيا كان مستواه وحجم تألقه، وحتى لو غادر النادي فإن الفشل سيلازمه!
الإدارة الهلالية هي المعنية بالأمر، ومَن يملك حق الرد واحتواء الموضوع قبل أن يتطور، لكنها - برأيي- لم تتعامل معه باحترافية وجدية، ولم يكن في حسبانها ما سيؤول إليه، بل من دون أن تشعر أصبحت تؤيد مثل هذا الفكر الشرفي، لأسباب واقعية ومجدية من الماضي، كانت نتائجها مذهلة وتصب في مصلحة الأزرق في توقيت معين، وتقدم رسائل حازمة لمن يفكر في مفاوضة نجوم الزعيم، يظهر ذلك جلياً في صفقات ياسر والمحياني وهوساوي والشهراني الذين فضلوا عرض الهلال الأقل على أرقام المنافسين الفلكية التي كانت أفضل لهم ولمستقبلهم كلاعبين من الناحية المادية.
تلك الوقائع الماضية أزعم أنها عوامل مؤثرة أفرزت سياسة السقف الأعلى والتي تعد السبب الرئيسي والديكتاتوري الذي عجّل بحالات تمرد النجوم غير المسبوقة في الهلال، وتعمدت اختيار مصطلح ''تمرد'' على الرغم من أننا نعيش في عصر الاحتراف، بناء على طريقة توقيع النجوم في الصفقات السابقة، أما الآن فالوضع مختلف، من وجهة نظري، فالسقف الأعلى تكتيك من طرف واحد لن يكون ذا تأثير مع كل جيل أزرق، بل إنه فرصة يتلذذ بها المنافسون، وموجه في المقام الأول ضد من يهمه الأمر، وهو اللاعب الذي يعنيه بالتأكيد تأمين مستقبله وأسرته، ومن المستحيل أن تجني الإدارة الهلالية نتائج من هذا السقف إلا مع أشباه النجوم والفاشلين كروياً، أما النجوم الحقيقيون كالفريدي وهوساوي فليس بالضرورة أن ينجح معهم، ومن البديهي أن يرفضا السقف الأعلى وينتصرا للعرض الأعلى.
الآن لا يساورني شك في أن إدارة الهلال ستواجه المصير ذاته مع بقية نجوم الهلال الذين سيدخلون فترة الستة أشهر في المستقبل القريب، ما دامت متمسكة بقناعاتها تجاه السقف الأعلى، وفي المقابل سيزداد الضغط على الإدارة من عشاق الهلال الذين لن يسليهم مع كل نجم يغادر سوى الحنين إلى زمنهم الجميل، عبر هاشتاق: # راحوا_ الطيبين!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي