النتائج والسوق والعالم

على الرغم من أن الأسواق العالمية تراجعت يوم الثلاثاء وحققت نتائج سلبية على خلفية النمو الاقتصادي وخاصة أسواق الولايات المتحدة الأمريكية، مع تخطى النفط حاجز 90 دولارا لكن السوق السعودي أخذ اتجاها مغايرا للسابق حيث اختار الاتجاه الإيجابي. ولعل ما دعم السوق السعودي، اكتمال عقد النتائج مع تأخر ست شركات في إعلان نتائجها، وكانت النتائج الكلية للسوق 26.69 مليار ريال الأعلى إطلاقا مقارنة بالفترات السابقة للربع الثالث من عام 2012، لتأتي مؤكدة تحقيق السوق نتائج جيدة. ومع هذه النتيجة التي تضافر فيها عدد من القطاعات لتعوض التراجع في عدد من القطاعات وخاصة قطاع البتروكيماويات، ليتم التعويض وتحقيق تحسن على المستوى الكلي. والملاحظ أن ثلاثة قطاعات في السوق تراجعت، في حين حققت كافة القطاعات الأخرى نموا في المؤشر.
لم تكن السيولة مرتفعة بدرجة كافية، ولكن انخفاض موجات البيع وارتفاع موجات الشراء في ظل إجازة العيد، أسهما في دعم المؤشر. ولعل التحرك والنظرة الإيجابية ستكون مع نهاية الإجازة وبدء تحرك السوق، متوقعا في ظل انخفاض المكررات في شركات السوق وللسوق السعودي ككل، التي نجمت من استمرارية تراجع المؤشر في الفترات السابقة. ولعل الفترة القادمة هي المحك وذلك بعد أخذ السوق استراحة طويلة تتمثل في إجازة عيد الاضحي، وربما ينجلي معها كثير من الأحداث العالمية وخاصة الانتخابات الأمريكية. الضغوط العالمية ومع إطلالة شهر نوفمبر سيكون تأثيرها منخفضا، ومع قرب فصل الشتاء ربما ارتفع الطلب على النفط الذي ستتدعم أسعاره في الأسواق العالمية. لا شك أن النتائج الكلية للسوق التي تحققت في الربع الحالي تدعم استمرارية النمو الربحي، وبالتالي نمو الأسعار مستقبلا، علاوة على أن التوقعات حول تجاوز ا100 مليار ربحية للسوق السعودي خلال العام الحالي أقرب إلى التحقيق، الوضع الذي يفترض تحسن السعر للأسهم في السوق السعودي، فهل يستجيب السوق بعد العيد؟ الأيام القادمة هي التي ستجيب علينا.

المزيد من الرأي