مصانع ومطاعم داخل الأحياء السكنية

<a href="mailto:[email protected]">Earthltd-1@yahoo.com</a>

من يعرف جدة يعرف أن شارع التحلية أحد الشوارع التجارية الكبرى الذي تقع على جانبيه كبريات الأسواق التجارية الخاصة بالمجوهرات والملبوسات ذات العلامات العالمية، أضف إلى ذلك أكبر مراكز التسوق والمفروشات ناهيك عن البنوك والمطاعم والمقاهي، مما رفع سعر المتر في هذا الشارع الحيوي. تخيلوا أن هذا الشارع يحتضن أيضا مصنعا لـ "البيبسي كولا" وملاصقا له مستشفى خاص ومساكن عائلية .. تخيلوا كل هذا يحدث في "جدة غير" على الرغم من وجود مدينة صناعية ذات مراحل خمس، وما زال هذا المصنع يمارس أعماله الصناعية وينشر مخلفاته وإفرازاته ليضر بها سكان الحي خاصة والمدينة عامة ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل ان لهذا المصنع سيارات وشاحنات نقل "تريلات" تخنق الشارع والحي بأكمله ولا يمكن المرور من ذلك الشارع ضيق المساحة حينا وللهروب من مضايقة الشاحنات حينا آخر .. كل هذا حدث في الماضي وما زال يحدث حتى يومنا هذا ولا نعلم أين أمانة جدة وأمناؤها السابوين والحاليون؟ بل أين المرور من تنظيم السير في هذه المنطقة التي أصبحت غير قابلة للاستعمال الآدمي؟ وكيف لمستشفى أن يؤدي دوره المهم في وجود مصنع بجواره.
وكيف للناس أن يتحركوا في هذا الحي بسياراتهم أو من دون وهم عرضة لحادث متوقع. والأدهى والأمر أن هذا المصنع يقع أمام "مجرى السيل" الذي يمارس فيه سكان الحي "رياضة المشي" مما قلل ممارسة هذه الرياضة، ناهيك عما يحدث لسيارات السكان من أذى وتصادم جراء زحام الشاحنات التي تقضي على أطراف السيارات من مرايا ورفارف وخلافه. إنها مأساة سكان هذا الحي حيث من المفترض أنه يعد أحد أحياء جدة الكبرى .. ليس هذا التجاوز الوحيد الموجود في أحياء "جدة غير"، فهناك المطاعم والبنوك التي تتخذ من الأحياء مواقع لها. ولكم أن تتخيلوا تلك السيارات لعملاء هذه الخدمات وزبائنها حيث لا مواقف سيارات أبدا. فنرى أن أصحاب المنازل المجاورة لا يستطيعون التحرك داخل الحي أيضا بل يحدث أن أحد السكان يستيقظ صباحا ويخرج بسيارته من باب منزله فلا يستطيع، لأن سيارات العملاء قد سدت باب منزله وهنا يجب مساءلة المسؤولين عن جدة، أليست هناك ضوابط لهذه الخدمات؟ أو ليس هناك أماكن تصلح لهذه المشاريع؟ وأين الرقابة البيئية فقاذورات هذه المطاعم حولت الشوارع إلى نفايات كبرى.
خاتمة: جدة تعاني فوضى ليس لها ضابط.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي