هم يحتفلون .. لكن بطريفتهم !!
اصبغ سيارتك باللون الأخضر ,حط علم السعودية على السيارة ,خذ معك ثلاث من أصحابك وخلهم يطلعون من شبابيك السيارة , شغل أغنية وطنية أو شغل الراديو أسرع ,واللبس ثوب أو تيشرت عليه كتابات باللون الأخضر " السعودية " أو " KSA " ,وانطلق في الشارع حتى تصادف من هم يحتفلون مثلك,واحتفلوا بالطريقة التي ترغبون بها.
ما ذكرته سابقاً هو مفهوم الاحتفال باليوم الوطني لدى الكثير من الشباب في السعودية الذي يمثلون من 60% من المجتمع !!
أولاً نتفق أن للاحتفال ثقافة غير متوفرة في مجتمعنا السعودي,ومن اجل أن نزرع هذه الثقافة في شباب اليوم ورجال الغد يجب أن نثقفهم ليحافظوا على آداب الطريق ,وليحافظوا على حقوق الآخرين و ممتلكاتهم,ويراعوا الحالات الطارئة التي قد يصادفونها في أي مكان,وجميع ما ذكرته يجب أن يكون من ضمن المناهج الدراسية التي تُدرس في المدارس والجامعات,وبذلك نكون اكسبنا هؤلاء الشباب ثقافة التعامل مع الآخرين والمناسبات .
ثانياً الجهات التنظيمية في السعودية مقصرة كثيراً في الجانب التنظيمي,ابتدأ من توفير الأماكن المناسبة,إلى اختيار الفعاليات التي تستهوي الشباب واهتماماتهم,والسبب يعود في وجهة نظري إلى قلة الاحتفالات الرسمية في السعودية,لذلك في كل احتفال نجد الشباب يحتفلون بعيداً عن ما يتم تنظيمه بشكل رسمي .
عندما يتم الاحتفال باليوم الوطني أو عند الاحتفال بفوز احد الفرق لكرة القدم,نجد أن الشباب هم من يحدد أماكن الاحتفال بشكل عشوائي دون مراعاة لحركة الطرق الرئيسية أو قرب من الأماكن الحيوية مثل المستشفيات وغيره,كذلك طريقة الاحتفال تكون من صنع الشباب نفسهم لذلك تكون متهورة في كثير من الأحيان وينتج عن ذلك خسائر في الأرواح أو الممتلكات العامة أو الخاصة,بل قد يصل الأمر إلى التعدي الجسدي بالمارة,وبعد ما تحدث هذه الفوضى يتدخل رجال الأمن محاولين السيطرة ,لكن من دون جدوى حقيقة,بل أن الوضع في بعض الحالات يتحول لصدام ومواجهة بين شباب متهور ورجال أمن يحاولون السيطرة,وينتهي الأمر باعتقال عدد من هؤلاء الشباب لأحد مراكز الشرطة ومن بعد ذلك أخذ التعهدات عليهم ويخرجوا ليعاودوا نفس الكره في الاحتفالات أو المناسبة القادمة,وهذا الإجراء غير كافي في وجهة نظري .
ثقافة أو سلوك الاحتفال منظومة متكاملة تحتاج إلى تثقيف ومن بعد ذلك تطبيق على ارض الواقع,ومن بعد ذلك إيقاع العقاب الصارم في حق المخالفين,فالأمر في غاية الخطورة إذا ترك الأمر كما هو عليه حالياً سوف نشاهد ونعاني كثيرا,فأبن الدكتور طارق الحبيب أصيب بكسر في الجمجمة بسبب احد المتهورين المحتفلين باليوم الوطني الذي اصطدم بسيارة العائلة في منطقة المزاحمية شفاه الله ,وحادثة سرقة احد المطاعم في مدينة خميس مشيط,وسقوط احد المحتفلين من فوق كبري في مدينة جدة ,هذه الحوادث المحزنة يجب أن نحاربها,فهي سوف تتكرر أو تزداد لو أهملت مستقبلاً,فنحن نريد أن تكون احتفالاتنا أفراح لا أن تتحول إلى أتراح .
بالتأكيد احتفالات اليوم الوطني السابقة والأخيرة,وما حدث بها من حالات تخريب أو غيره هي حوادث فردية وقليلة,لكن للأسف هي التي تنتشر إعلاميا بين عامة الناس,عكس باقي التصرفات الايجابية التي لا تجد اهتمام في الأوساط الشعبية .
أخيراً : دام الوطن بألف خير , ودامت القيادة والشعب يداُ واحده , ولنحافظ على أرض الوطن , فهي لا تقدر بثمن .