رحيل أمير عظيم
أدى واجبه أميراً ووزيراً ورجل دولة من طراز فريد، عرف عنه الحزم إذا وجب الحزم والتسامح إذا وجب التسامح .. كان - رحمه الله - أحد الأعمدة الرئيسية لجميع مراحل حياته، وفي كل مهمة أوكلت إليه وكل وظيفة شغلها. وفاته - رحمه الله - خسارة فادحة في وقت اشتدت فيه الحاجة إلى أمثاله من ذوي العزم.
رجل دولة من طراز فريد .. ورجل المهام الصعبة .. تولى محاربة الإرهاب واستطاع تصفية "القاعدة" في المملكة بعد أن أقامت قواعدها .. وأشاد به العالم جميعه .. أشاد ببراعته وقوته واعتبر نموذجاً يحتذى به في محاربة الإرهاب.
إنه بصمة في كل جهة تولاها .. لهذا حزن عليه الشعب السعودي كله .. وأنا شخصياً أحس بالفجيعة والخسارة الكبرى لرحيل هذا الأمير النبيل والكريم.
ولأهمية قدرته على ضرب القاعدة وتصفيتها في المملكة اختاره مجلس وزراء الداخلية العرب رئيسا، وكان أثره واضحا وقوياً في عديد من اللجان التي ساهمت في الاستقرار في العالم العربي.
لقد فقدنا رمزاً عالياً من رموز الوطن لا ينسى له أنه أسس عدداً من الكراسي الثقافية في الكثير من الجامعات المحلية والعربية والدولية.
داعي الثقافة والتقدم اشتهر عنه قبوله للرأي والرأي الآخر ودعم تطوير آليات الحوار الوطني بما فيه المصلحة العامة .. كما تولى ملف الحج والعمرة ويسرهما للمسلمين القادمين من كل أنحاء العالم.
رحم الله الأمير "نايف" (أبوسعود) وأسكنه فسيح جناته .. بقدر ما خدم وطنه وأمته.