الإيجابية والاستمرارية
استمرار انخفاض السوق قضية مقبولة ولكن استمرار الارتفاع والتحسن البطيء أمر غير مقبول من البعض ومستنكر وأن هناك أزمة أو تلاعبا في السوق وأن ما يحدث هو بفعل فاعل وهناك من يرغب في تدمير السوق والاستيلاء على مدخرات صغار المساهمين.
ويبدأ معه الحديث حول جني أرباح أو انهيار في السوق متوقع وخاصة من قبل محللي الشارتات من أن السوق يأخذ هذا المسار أو غيره. وليس في قاموسهم أو قراءتهم أن السوق استمرت لفترة طويلة في مسار منخفض ولأكثر من سنتين وأن الظروف المحلية والعالمية تدعم إيجابية السوق واستمراريتها.
هل التحسن واستمراره لفترة طويلة وبشكل بطيء وضع غير منطقي أو مقبول، وأن استمرار انخفاض الأسعار والمكررات هو المنطقي ويجب أن تكون علاوة السيولة في سوقنا صفرا؟ الاستثمار في سوق الأسهم من زاوية الشراء والبيع مشابه ومماثل لبيع وشراء العقار المدر وغير المدر للدخل وللتجارة والاستثمار في الودائع الاستثمارية وغيرها. وهدفه الأساسي فتح فرص التنويع والدخول في حقول متنوعة. البعض لا ينظر لما وراء العملية وينظر فقط للمضاربة وارتفاع السعر وانخفاضه وينسي أن هذا يمثل مجالات مدرة للدخل وداعمة للاقتصاد.
حاليا ومع استمرار الإيجابية تعطي السوق للاقتصاد إشارات إيجابية خاصة لمن يرغب في الاستفادة من السوق بالطرح لشركاته أو لمن يرغب في تحقيق تدفق نقدي مستمر مستقبلا أو لمن يرغب في تنمية مدخراته للاستفادة من التدفقات النقدية المستقبلية.
سوق الأسهم وسيلة لمن يرغب في تنمية مدخراته أو الحفاظ عليها وخاصة على المدى الطويل وليس القصير، فهو استثمار رأسمالي ولا ننظر له من زاوية المضاربة السعرية. فالمضاربة السعرية هدفها توفير السيولة لمن يرغب في الحصول عليها وليس لرفع السعر أو خفضه. يجب أن نخرج من التفكير القصير الأجل إلى الطويل الأجل حتى نحقق الفائدة.
ونأمل أن تستمر سوقنا في الأخضر ونحن مع الإيجابية لأنها انعكاس للفنون الاقتصادية والنمو والتحسن، ونحن ضد الأحمر والسلبية لأنها التدهور الاقتصادي والركود، فسوق الأسهم هو انعكاس ومؤشر لاتجاهات الاقتصاد كونه من المؤشرات القيادية.
السعودية وبحمد الله تعيش انتعاشا اقتصاديا على كافة المستويات وفي كل القطاعات ونتوقع من خلال المد البشري وسياسة خادم الحرمين التعليمية أننا سنجني ثمارها من خلال استمرار تحسن ونمو الاقتصاد بسواعد وفكر أبنائنا وبتوفيق من الله. ويأتي المؤشر بلونه الأخضر ليكون شاهدا على استمرارية ونمو الاقتصاد السعودي خلال الفترة الحالية.