«جامعة الملك فهد»: اكتشاف خلطة تزيد من كفاءة الأسفلت

توصل فريق بحثي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إلى مركب جديد يزيد من قدرة الأسفلت على تحمل الضغط والحرارة ويرفع من الخواص الفيزيائية للخلطات الأسفلتية، الأمر الذي يطيل العمر الافتراضي للطرق.

وتؤكد الدراسة التي حصلت على براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع الأمريكي على إمكانية استخدام رماد الكربون الناتج عن حرق الزيت الثقيل في مولدات الطاقة الكهربائية لتحسين أداء خلطات الأسفلت والأسفلت الكبريتي.
يضم الفريق البحثي الدكتور حمد العبد الوهاب الأستاذ في قسم الهندسة المدنية في جامعة الملك فهد والدكتور ابن الوليد علي حسين الأستاذ في قسم الهندسة الكيميائية والمهندس محمد المهتل من أرامكو السعودية.
وقال الدكتور العبد الوهاب إن محطات الطاقة التابعة لشركة الكهرباء السعودية تستهلك 22 مليون طن متري من مختلف أنواع الوقود وخصوصاً زيت الوقود الثقيل وينتج عن ذلك كميات كبيرة من رماد الكربون.
وأضاف أن رماد الزيت الثقيل هو بودرة سوداء اللون تنتج عن حرق زيت الوقود ويتم جمعها على مرسبات الكهرباء الساكنة والتي يتم تركيبها على مداخن مراجل حرق زيت الوقود للتحكم في التلوث البيئي.
وأشار عبد الوهاب إلى أن فكرة البحث تتلخص في استخدام المواد العادمة في بناء الطرق ومواد الإنشاء بشكل عام عن طريق خلط رماد الزيت الثقيل مع الرابط الأسفلتي والأسفلت الكبريتي، وأضاف أنه تمت دراسة الخصائص الفيزيائية للمادة الناتجة ودرجة الأداء والقدرة مقارنة بخلطات الأسفلت الحر والأسفلت المحسن.
وبين أن نتائج البحث أوضحت أن إضافة رماد الزيت الثقيل للأسفلت يرفع درجة الأداء ويؤدي إلى زيادة ثبات الخلطات الأسفلتية وزيادة نسبة الثبات ومقاومة الشد، كما يزيد من قدرة الأسفلت على تحمل درجات حرارة عالية وتقلل من تشقق الأسفلت بنسبة تصل إلى 31 في المائة.
من جانبه، قال الدكتور ابن الوليد علي حسين إن فوائد البحث لا تقتصر فقط على التخلص من مادة ضارة بالبيئة واستخدامها لتحسين مواصفات الأسفلت, ولكن استخدام هذه المواد مع الأسفلت سيقلل أيضاً من كمية الأسفلت المستخدم في الخلطات الأسفلتية, وهو ما يشكل فائدة اقتصادية مهمة.
وأضاف أن هذا البحث يأتي استمراراً للتعاون بين قسم الهندسة المدنية والهندسة الكيميائية في الجامعة من جهة وشركة أرامكو من جهة أخرى، منوهاً إلى اهتمام الباحثين في الجامعة باستخدام المخلفات الصناعية والاستفادة منها بصفة عامة سواء كانت هذه المخلفات رماد الزيت الثقيل أو الكبريت أو المطاط الموجود في إطارات السيارات.