يوم " لن ننسى"
<a href=[email protected]">[email protected]</a>
مع كل ما مضى ومستمر خلال الـ 58 سنة الماضية من تطور الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ومعاناة وعذاب جميع الدول العربية والإسلامية وخاصة المجاورة لفلسطين، ولو رجعنا إلى التاريخ ورصدنا الأحداث خلال هذه السنوات لوجدنا أن المجازر الإسرائيلية المستمرة خلال هذه السنوات تسببت في قتل الكثير جداً من المسلمين والعرب، لم أر ولم أسمع عن أي يوم ذكرى لهذه المجازر بطريقة إعلامية وعالمية كافية تذكر العالم بما حدث وما زال يحدث مما جعل العالم ينسى.
في المقابل هناك الهولوكست اليهودي المزعوم أنه حدث خلال الحرب العالمية الثانية وحرق الألمان مئات الألوف من اليهود، وقام اليهود بعدها بتنظيم حملات إعلامية ومحاكمات للألمان العسكريين وقتل الكثير من البشر المتهمين بالاشتراك فيها، وقاموا بكل ما يمكن عمله لجعل العالم يعترف بهذه المناسبة وتمكنوا بالفعل من جعل العالم الغربي يسجل في التقويم يوم الهولوكست وبعض الدول تعلنه إجازة رسمية. بل ما زالت بعض الدول الأوروبية والأفراد تدفع ثمن هذه المحرقة المزعومة.
وهذه مناسبة واحدة فقط ولم يترك يهود العالم وخاصةً أوروبا وأمريكا ولا أنفسهم بالطبع ينسون بل ما زالت هذه المناسبة تستخدم للمتاجرة بها بشتى الطرق كي تستفيد منها إسرائيل.
وفي المقابل يوجد الكثير من المذابح التي قامت بها إسرائيل ضد العرب والمسلمين خاصة في فلسطين، مصر ولبنان ودول عربية أخرى وحتى اغتيال العلماء العرب خارج دولهم.
لن ننسى أبداً أبداً جميع من استشهدوا وماتوا على أيديهم وسنذكر العالم سنوياً بهذه المذابح، صور الأطفال والنساء، صور آثار القنابل العنقودية والأسلحة المحرمة دولياً، صور الشهداء من الرجال والنساء صور المدن والمنازل المهدمة على البشر صور الأراضي المحروقة والمجروفة.
لم يرحموا شيخا أو طفلا أو رضيعا أو امرأة منذ إقامة دولتهم عام 1948 على أنقاض الشعب الفلسطيني والعربي، وهذه المذابح على سبيل الذكر وليس الحصر:
مذبحة كفر قاسم، مذابح دير ياسين وقبية ونحالين، مذبحة اللد، مذبحة حيفا، مذبحة خان يونس، مذبحة صيدا، مذبحة عين الحلوة، مذبحة الحرم الإبراهيمي، جنين، مذبحة مدرسة بحر البقر للأطفال وقصف مصنع أبو زعبل في مصر، مذبحة قانا1، مذبحة قانا 2، وسكان قرى ومدن لبنان هذه السنة. والقصف اليومي المستمر بالمدفعية والطائرات على الأرواح والممتلكات في فلسطين.
قد لا نتفق على عملة عربية واحدة بعد، ولا سوق عربي أو إسلامي مشترك ولا حتى نستطيع أن نجتمع على إعداد جيش عربي واحد، ولكننا من المؤكد نستطيع أن نتفق على اختيار يوم واحد في السنة لإحياء ذكرى مذابح شهداء المسلمين والعرب خلال الـ 58 سنة الماضية، يوم واحد فقط يتفق عليه جميع العرب والمسلمين لشهداء المذابح الإسرائيلية.
ولو استطعنا الاستفادة من الفكرة الإسرائيلية في تمجيد يوم الهولوكوست اليهودي لوجدنا أننا أفضل منهم، فبدعم المال الخليجي والإبداع اللبناني في التسويق واستخدام الروح المصرية لتجميع التاريخ وكل ما تتميز فيه كل دولة إسلامية وعربية لاستطعنا إقامة حملة إعلامية عالمية للذكرى تذكر العالم بجرائم الصهاينة ومن ساعدهم من دول وحكومات ليدفعوا الثمن، فنحن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم ومنهم العرب وغير العرب بينما عددهم في العالم أجمع لا يتجاوز 12 مليون يهودي. منهم 4.9 مليون إسرائيلي.
لماذا يستطيعون استخدام مآسيهم واستغلالها ولا نستطيع استخدام مصائبنا للمصلحة العامة؟
متى يأتي يوم نرفع فيه شعار لن ننسى أبداُ ولن نجعل العالم ينسى؟
لتكن لبنان آخر المجازر الصهيونية في حق العرب والمسلمين، إن شاء الله، وليكن يوم "لن ننسى" هو ما يتفق عليه جميع الأطراف ولتصمم حملة إعلامية دولية تاريخية من كل دول العالم التي يعيش فيها مسلمون وعرب في الإنترنت والقنوات الفضائية والجوّال وتُصنَع وتباع الأعلام والأساور والمناديل والعصبات والأكواب والقمصان والصور والأوراق والرسائل والنكات والخطب والتذكارات بكل أنواعها ويذهب ريعها إلى المتضررين وأهل الشهداء، ولتصمم الملفات والأفلام الوثائقية والتجارية كي نصل إلى هدف واحد وهو اعتراف العالم بهذه المجازر الصهيونية ونشر المعلومات الحقيقية عما حدث ويحدث.
يوم الدم والشهيد المسلم العربي هذا ليس لاستغلاله نفسياً وتجارياً على مستوى العالم فقط بل لعل وعسى أن نتمكن من منع تكراره مستقبلاً بل من يدري قد نستطيع محاكمتهم كمجرمي حرب لاحقاً كما فعلوا مع الألمان، وفكرة يوم للذكرى ليست جديدة كما أعلم بل هو موجودة في عدة دول عربية ولكن بجهود متواضعة جدا وفي نطاق محلي ويطلق عليها يوم الشهيد أو الشهداء.
ومن الممكن أن يكون أي يوم في السنة الميلادية، فالغرب يحتفل بيوم للحب ويوم للأم ويوم للأب ويوم للطفل ويوم للمرأة ويوم للشجرة ويوم للجندي المجهول وأيام أخرى ليس لها لون ولا طعم تذكرهم بما ينسونه خلال السنة، لنرفع شعار يوم للشهيد المسلم والعربي وضحايا المجازر الإسرائيلية وليكن يوم واحد من تموز ( يوليو) أو آب (أغسطس)، ليكون بعيداً عن أيام الاحتفالات بأيامهم الأخرى. ومن الممكن إطلاق أي اسم مناسب له.
ويستطيع الشباب العربي المبدع الراغب في الاعتراض وإبداء الرأي سلمياً التخطيط والتنظيم لهذا اليوم وتنفيذ هذه الفكرة، ولقد أثبتت تجربة مقاطعة المنتجات الدنماركية نجاح قوة صوت الجماعة فهيا يا شباب الإسلام والعرب لندع صوت الحق هو صوت السياسة الإنسانية ولا ننتظر رحمة السياسة الأمريكية ولا الأوروبية ولا حتى الدولية.
وشعار "لن ننسى" لأن العالم ينسى ونحن أيضاًً أساس المشكلة ومن بدأها منذ 58 سنة ومن قبل أن يولد الكثير منا .
هذا نداء لكم يا شباب العالم الإسلامي والعربي وهذا وقتكم وعدتكم هي القلب المخلص والعمل الجاد والتصميم على النجاح والتقنية الحديثة ويد الله مع الجماعة. فهيا نبدأ سوياً يوم "لن ننسى" إن شاء الله.
* للمهتمين ومعرفة أهمية استخدام التقنية في سرعة نشر المعلومات وتسمى "دائرة المعلومات "http://www.libraries.psu.edu/instruction/infocycle/infocycle.html