لماذا غابت «الخطوط السعودية» عن معرض دبي للطيران؟
فيما كانت الناس مندهشة من صفقة "طيران الإمارات" لشراء طائرات من "بوينج" بقيمة 18 مليار دولار، وفيما تابع العالم والمراقبون العرض الدرامي الذي انتهى بنهاية سعيدة بين "الخطوط القطرية" و"إيرباص" لشراء طائرات بقيمة 6.4 مليار دولار، كان هناك من يتساءل عن غياب الناقل الوطني السعودي عن عناوين الأخبار، حيث لم يتم الإعلان في معرض دبي للطيران الذي يختتم اليوم إلا أن صفقة شراء محركات من "رولز رويس" بقيمة نصف مليار دولار فقط لا غير.
لكن المتابع لنشاط الخطوط الجوية السعودية والتطورات المهمة على صعيد إعادة هيكلة قطاع الطيران في المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين والمتمثلة في تأسيس هيئة مستقلة للطيران المدني، فضلا عن إعادة هيكلة مجلس إدارة الناقلة الوطنية، وما أعلنته من طلبيات مؤكدة لشراء طائرات جديدة خلال معرض لوبورجيه للطيران في فرنسا الصيف الماضي يدرك أن الوضع الطبيعي أن يكون الترقب والانتظار سيد الموقف بالنسبة لـ "الخطوط السعودية" خاصة أنها على أبواب تحولات جذرية من الناحية التنظيمية والتشريعية.
كما أن الناقلة الوطنية السعودية احتلت عناوين الأخبار قبل خمسة أشهر فقط حينما أعلن خالد الملحم، مدير عام الشركة أن طلبياتها المؤكدة لتجديد أسطولها المتقادم بلغت 82 طائرة، بعضها سيتم استلامه قريباً.
الملحم قال في تصريحات وقتها إن لدى الشركة برنامجا متكاملا لتجديد أسطولها بـ 50 طائرة من طراز إيرباص 320 و321، و12 طائرة من طراز 330، إضافة إلى 12 طائرة من طراز بوينج 777، وثماني طائرات بوينج أخرى من طراز 787، وأكد أن تجديد وزيادة حجم أسطول الناقل الوطني للمملكة تمليه ظروف ارتفاع الطلب على الطيران في المملكة ونمو حركة العمرة بنسبة 33 في المائة سنوياً.
وأشار إلى أن هناك طائرات ستخرج من الخدمة قريباً منها "سوبر جمبو" القديمة، وهي طائرات بوينج 747 التي شكلت في السنوات الماضية قوة في الرحلات الطويلة على "الخطوط السعودية".
وأضاف الملحم أن التقديرات حول حركة الطيران داخلياً وإلى المملكة تتوقع ارتفاع عدد المسافرين من 11 مليوناً في 2011 إلى 20 مليوناً بنهاية 2019.
وكشف أن الشركة عيّنت كلاً من بنك "سامبا" السعودي و"بي إن بي باريبا" الفرنسي لتدبير التمويل اللازم لبرنامج تجديد الأسطول عبر طلبيات من "إيرباص" و"بوينج"، مشيراً إلى أنه تم الحصول على تسهيلات لتمويل قصير الأجل للطلبيات التي سيتم استلامها قريباً.
وعززت الخطوط الجوية السعودية أسطولها في حزبران (يونيو) الماضي بشراء أربع طائرات إيرباص طراز إيه 330 ـ 300 بقيمة 890 مليون دولار لتبلغ الطلبية الإجمالية للشركة 12 طائرة.
#2#
وقبل عام أعلنت الناقلة الوطنية للسعودية عن توقيع عقد لشراء 12 طائرة بوينج جديدة من طراز "777ـ 300 إي آر" مع خيار شراء عشر طائرات من الطراز نفسه وثماني طائرات من طراز "787 دريملاينر" بقيمة 5.3 مليار دولار حسب القيمة المعلنة لهذه الطائرات. وتبلغ قيمة الخيارات 2.9 مليار دولار ليصل إجمالي قيمة الاتفاق إلى 8.2 مليار دولار.
وتعد السوق السعودية عبر الخطوط الجوية العربية السعودية وسلاح الطيران الملكي السعودي، من أهم أسواق "بوينج". وتمتلك الشركة حصة الأغلبية في شركة السلام للطائرات التي تجري أعمال الصيانة الشاملة والتعديلات على الطائرات المدنية والعسكرية في منشآتها القائمة في الرياض.
وقال أحمد جزّار، رئيس شركة بوينج في المملكة: "تتجلَّى الأهمية التي توليها بوينج لشراكاتها المحلية في عدد المشاريع المشتركة الناجحة التي أقامتها في المملكة وسائر دول المنطقة خلال الفترة الماضية". وأضاف: "تتماشى أولويات علاقاتنا في المملكة مع رؤية خادم الحرمين الشريفين لمستقبلها والجهود الراهنة المبذولة لتنميتها".
وذكر أن "الخطوط السعودية" هي "أحد أهم عملاء الشركة وشركائها الاستراتيجيين في المنطقة ونعمل دائماً على تعزيز هذه العلاقة".