قناة "الإخبارية".. أين هي من توجه الدولة؟
<a href="mailto:[email protected]">Bader1001@yahoo.com</a>
في الأسبوع الماضي كتبت عن تعارض التعليمات الحكومية مع التوجه العام للدولة وكيف أن بعض الوزارات لا تحاول أن تغير من الطريقة التي تتعامل من خلالها مع مسؤولياتها لكي تعكس التوجه الجديد للدولة, الداعي إلى الانفتاح على العالم والرفع من مستوى أداء القطاع العام لتتمكن الدولة من المنافسة على استقطاب الاستثمارات المحلية والعالمية لكي ترفع من مستوى رفاهية المواطن وتحتل المكان المرموق بين الدول التي هي أهل له, ولكن إصرار البيرواطيين العاملين في الدوائر الرسمية يقف حجر عثرة أمام كل محاولة جادة لتحقيق أهداف الدولة. إن المقال الذي كتبه الدكتور عبد العزيز الخضيري الأسبوع الماضي في هذه الجريدة, أكد لي أن المعارضة لتوجه الدولة للرفع من مستوى الخدمات الحكومية أخذ تمنحنى آخر وذلك بمحاولة إلغاء الآراء التي تنادي بتحرير الدولة من القيود البيروقراطية وتطالب بأن يكون إتقان العمل هو الأساس في كل تقييم, والمصلحة العامة هي المغلّبة. لقد مضى على مقال الدكتور عبد العزيز عدة أيام لم نسمع خلالها أي رد من قناة "الإخبارية" على ما قيل عنها, حيث إن ذلك في حد ذاته تقصير واضح من قبل القناة لا يمكن إلا أن يكون إضافة إلى إخفاقاتها الأخرى التي سبق أن تحدث عنها الدكتور عبد العزيز وآخرون مثله. في مقابلة سابقة لي على قناة "الإخبارية", سألني مقدم البرنامج عن رأيي في برنامجه الذي كان مخصصاً لمناقشة بعض المقالات الصحافية, وكان ردي أن أكثر ما يحبط الكاتب هو عدم سماع الرد على ما يقوله, خاصة تجاهل الكثير من المسؤولين في الدولة أي نقد يتناول مؤسساتهم, بل إن بعضهم قد يصل إلى حد قذف من ينتقدهم من الكتاب بتهم يصل بعضها إلى التشكيك في ولائهم لوطنهم. إن مثل هذه التصرفات التي تصدر من قبل مسؤولين في الدولة هي أخطر وأشد ضرراً من أي عمل آخر مشابه قد يفعله فرد من المواطنين لأن المسؤول يرسم بفعله سياسة قد تستمر سنين طويلة حتى بعد رحيله عن منصبه بسنوات. إنني هنا لا أقف موقف المحايد من مقال الدكتور عبد العزيز بل إنني أهنئه على صراحته المعهودة ووطنيته التي لا تقبل التشكيك وإصراره على قول الحق. كان الأجدر بالمسؤول عن قناة "الإخبارية" أن يدعو الدكتور عبد العزيز ليناقشه على الهواء عما ورد في مقالاته وليدع الحكم بينهما للمواطن الذي لا يزال الكثير من المسؤولين يفرضون عليه الوصاية العامة. إن قناة "الإخبارية" قد أعطت للكثير من المشاهدين للتلفزيون السعودي أملاً في الحصول على محطة تلفزيونيه تستحق المشاهدة وتحترم ذكاء المشاهدين, ولكن بدايتها الجيدة لم تكن بداية بل اتضح أنها هي الغاية للمسؤولين عن هذه القناة وذلك برفضهم تطويرها لكي تنافس على استقطاب المشاهد الذي لم يعد أسيراً لهم. إن وزارة الإعلام لا تملك الكثير مما تستطيع أن تفاخر به وتخليها عن هذا الإنجاز البسيط لا يمكن إلا أن يؤخذ في مساق تعارض البيروقراطيات الوزارية والتوجه العام للدولة.