النعوش السائرة .. وقبور الأسمنت!

آخر الأرقام المفزعة والموثقة الصادرة من إدارة المرور في بلادنا تؤكد وقوع وفاة كل ساعة على الطرقات .. وأظن أن هذا رقم عالمي لا مثيل له في الدنيا .. فكيف وصلنا إلى هذه الحالة المخيفة .. كيف تحولت السيارات إلى نعوش سائرة .. وكيف تحول أسمنت الطريق إلى قبور؟!
تحليل الواقع يقول إن 54 في المائة من هذه الحوادث سببها قائد المركبة أي السائق أو السواق .. فما هي الأسباب؟! الأسباب هي أولاً: عدم الانتباه .. أي أن يسرح السائق في موضوع يشغل باله وفجأة يجد نفسه يدخل بالسيارة في سيارة أخرى .. ثانياً: النوم .. بأن يقود السائق المركبة دون أن يأخذ كفايته من النوم .. أي يسهر هنا أو هناك ثم يخرج من السهرة بلا راحة فيركب سيارته وتقع الواقعة .. ثالثاً: السرعة الزائدة فالسائق يركب سيارة حديثة ناعمة وسريعة "فينبسط" ويدوس على البنزين حتى آخر الدواسة .. وفجأة يجد نفسه "لبس" في سيارة أو عامود نور .. أو سور منزل .. رابعاً: أن يحاول السائق تجاوز السيارة التي أمامه بطريقة خاطئة .. وتأتي سيارة من الاتجاه الآخر .. وتقع المصيبة .. خامساً: أن يكون "أرعن" أي لا يحترم قواعد المرور فيسير عكس الاتجاه .. سادساً: استعمال الجوال استقبالاً وإرسالاً بل إرسال الرسائل وأغلبها تافه وعديم القيمة.
ثم نأتي إلى السيارة نفسها .. هناك قطع الغيار والإطارات المغشوشة .. والإطارات المغشوشة تتسبب في 13 في المائة من الحوادث وقد صادرت مصلحة الجمارك 250 ألف إطار مغشوش .. تصور لو أنها نزلت السوق .. المشهد مخيف .. والمطلوب حزمة من الإجراءات الصارمة لوقف هذه المجزرة .. منها تشديد العقوبات على تجار قطع الغيار والإطارات المغشوشة .. بالمصادرة والغرامة وإغلاق المحل والتشهير بأصحاب هذه المحال وعدم منح رخص لهم مهما كانت الأسباب .. وسحب رخص قادة المركبات الذين يرتكبون حوادث جسيمة .. وسحب رخص القادة المتهورين وكل من يتسبب في حادثة مهما كانت بسيطة .. وعدم التساهل في منح رخص القيادة .. إلى آخره.
إننا أمام كارثة .. ويجب أن نتصدى لها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي