سهو النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة (1)
<a href="mailto:[email protected]">d_almakdob@hotmail.com</a>
إن سهو النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة من إتمام نعمة الله على أمته وإكمال دينهم ليقتدوا به فيما يشرعه لهم عند السهو، جاء في الموطأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني لأنسى أو أنسّى لأسن" وقال الإمام أحمد: يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أشياء سلم من اثنتين فسجد وسلم من ثلاث فسجد وفي الزيادة والنقصان وقام من اثنتين ولم يتشهد، وقال الخطابي: المعتمد عند أهل العلم في سجود السهو أحاديث خمسة، حديثا ابن مسعود وأبي سعيد وأبي هريرة وابن بحينة.
ولا مرية في مشروعية سجود السهو في صلاة الفرض والنافلة وأنه إذا سها في صلاته جبره بسجود السهو لأنه شرع جبرانا ومن زاد أو نقص في صلاته متعمدا لا يعذر به فلا ينجبر خلل صلاته بسجوده، وسجود السهو من خصائص هذه الأمة وقال القرافي، رحمه الله: التقرب إلى الله بالصلاة المرقعة المجبورة إذا عرض فيها الشك أولى من الإعراض عن ترقيعها والشروع في غيرها والاقتصار عليها بعد الترقيع أولى من إعادتها فإنه منهاجه صلى الله عليه وسلم ومنهاج أصحابه والسلف الصالح بعدهم.
من سلم من صلاته قبل إتمامها ساهيا ثم علم قبل طول الفصل فعليه أن يأتي بما بقي ثم يتشهد ويسلم ثم يسجد سجدتي السهو ويسلم وإن لم يذكر إلا بعدما قام فعليه أن يجلس لينهض إلى الإتيان بما بقي عن جلوس فإن القيام من الجلوس واجب للصلاة يدل عليه ما ثبت عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي ـ يعني الظهر أو العصر ـ فصلى ركعتين ثم سلم فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فوضع يده عليها كأنه غضبان وشبك بين أصابعه ووضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى وخرجت السرعان من المسجد فقالوا: أقصرت الصلاة وفي القوم أبو بكر وعمر فهاباه أن يكلماه وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين فقال يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال لم أنس ولم أقصر فقال: أكما يقول ذو اليدين قالوا: نعم قال فتقدم فصلى ما ترك من صلاته ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه فكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه فكبر ثم سلم" متفق عليه.