خطابات سامية

نحتاج إلى تكثيف الخطابات التي تتسامى وترفع من يتلقاها، ليغدو ملء مساحة الوطن ومحط قلبه. مثل هذه الخطابات، لا يرفضها كل من يملك نبل المقصد. لأنها تمثل صمام أمان المجتمع. وتؤدي إلى تحويل البوصلة التي يزدهي بها الطيف المحلي الثري، باتجاه مسارب لافتة ومحفزة لكل فعل إيجابي.
من هنا يمكن أن ننظر إلى محاضرة الأمير سلمان بن عبد العزيز في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. خاصة في تلك الإلماحة المهمة إلى أن الجميع في المملكة كانوا جزءا من الإنجاز التاريخي الذي أرسى قواعده الملك عبد العزيز ـــ يرحمه الله ـــ من أجل تحقيق وحدة هذه البلاد، وعلى الخطى نفسها كان ولا يزال بقية أفراد هذا المجتمع سائرين.
مثل هذا الخطاب، تعلو به النفوس وترتقي به الهمم، وتغدو مسؤولية حماية مثل هذا المنجز هما جمعيا أيضا، ينتقل على مدى التاريخ من جيل إلى جيل.
وبمثل هذه الخطابات يمكن تأسيس رسالة تربوية تتلقاها الأجيال الصاعدة من أبناء وبنات البلاد في كل مكان، بأنهم هم الأمناء على هذا المنجز، وهم الذين ينبغي أن يتساموا من خلاله عن أي طرح يؤدي إلى الفرقة أو التهميش.
هناك في المدينة المنورة، كان صوت سلمان بن عبد العزيز، يتوخى خطاب والده الملك عبد العزيز ـــ يرحمه الله ـــ وهو يخاطب أبناء المدينة مؤكدا أنه ابن لكبير السن وأخ للأوسط وأب للصغير. وهو المنهج الذي يعززه دوما خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـــ يحفظه الله.
نريد للجيل الجديد أن يتواكب خطابه مع مثل هذا الطرح، لأنه هو السور الذي يمكن من خلاله أن يمثل حائط الصد، تجاه كل متربص لا يسعده استقرار هذه البلاد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي