ولهذا يعاني الكثير

هل تساءلت يوما بداخلك خلال تصفحك لهذه الجريدة ومطالعتك لأخبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات العالمية وآخر إنجازاتهم أن تفكر كيف وصل هؤلاء إلى مواقعهم الحالية؟ وما هو الفرق بين الناجحين والفاشلين؟ أم أنك من أولئك الذين يعزون الأمر إلى الحظ ويتمتمون بغيظ أمام كل خبر وصورة بإحدى هذه العبارات: «لقد صادفهم الحظ أكثر مني»، «يبدو أن الواسطة لعبت دورا كبيرا»، «هل لاحظت لقبه العائلي؟، ولكن .. حتى إذا كان هذا الشخص أكثر حظا منك، أو حصل على بعض الدعم في البداية، فلا بد أنه يمتلك سمة التركيز على الهدف، والانضباط في مساره وعدم الانحراف عنه، وإدراك اللحظات المناسبة لإجراء القفزة الصائبة نحو الفرصة الأفضل، فقد تتوافر لديك أفضل القدرات الكامنة، ولكن إذا لم تكن ملما بكيفية الاستثمار الذكي للفرص المفاجئة، فلن تتمكن من تحقيق الإنجاز الذي توده في علاقاتك وعملك وحياتك بشكل عام، أو قد تقع جهلا في مصيدة أحد الأفخاخ التي قد تتسبب في تعطيلك عن المضي قدما في مسارك، وتجبرك على العودة إلى الخلف والبدء من جديد.
ويبدو أن الاختلاف بين الذين يمضون قدما في تحقيق أهدافهم، وأولئك الذين يتوهون في متاهات الحياة هو في مدى امتلاك الخبرة الكافية للتفرقة بين الفرص والأفخاخ، ولهذا يعاني الكثير من الناس من إخفاقهم في التوصل للعيش بالطريقة التي يرضونها، لجهلهم بمهارة التعامل مع الفرص والأفخاخ، وأما الناجحين فيعلمون بأن البداية تكمن في داخلهم من خلال مراقبة أسلوب تفكيرهم والتخلص من أنماط التفكير المعيقة لتقدمهم.
فإذا كنت تشعر بأنك لا تتحرك بالسرعة المناسبة نحو أهدافك فقد حان إعادة التفكير فيما تفعله، فربما كان هناك بعض الأنماط السلبية التي تعيقك عن الحركة وتستنزف طاقتك وتستولي على مناطق كبيرة من فعاليتك، مما يعني فقدانك للكثير من الفرص، والمشكلة في هذه الأنماط بأنها مخادعة، فقد أصبحت من كثرة تكرارها مغروسة في اللاوعي بعمق، لدرجة أننا لا نلاحظ مدى تحكمها في حياتنا إلا إذا بدأنا بمراقبة حديثنا الداخلي لاستكشاف أنماط التفكير وإخراجها إلى حيز العقل الواعي لملاحظتها، وعدم الاستسلام لها.
عندما يضع الطيار البشري الطائرة في وضع الطيار الآلي ثم يصادف بعض المطبات الهوائية فسيكون من الأفضل أن يتحكم بنفسه في الطائرة ليكون مدركا لكل وضع مستجد، ويتخذ القرارات اللازمة للاستجابة لكل وضع، حتى يصل إلى جهته بأمان وفعالية، وإن المطبات التي تقع لك في حياتك يكون سببها اعتمادك على الطيار الآلي دون تدخل، والاستسلام لبرمجة الأنماط المعيقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي