رؤساء في قفص الاتهام
في مجتمعنا الرياضي ظواهر عديدة تستحق الوقوف عندها، وتجعلنا نفكر قليلا "هل نحن متحضرون؟"، إحدى هذه الظواهر هي مهاجمة الحكام التي تواكب عادة هبوط المستوى الفني للفريق وسوء النتائج، ليس الجديد هذه التصريحات، ولكن الجديد أن تبعات هذا الهجوم في الموسم الحالي كانت مقززة وتدعو للخجل من جماهير بعض الأندية.
عندما تلقى الأهلي الخسائر الواحدة تلو الأخرى هاجمت إدارة النادي الحكام ولم يسلم منهم إلا القليل حتى مباراة الفريق أمام الشباب في جدة لتقوم جماهير النادي بالتلويح بالمال بدلا من التلويح بشعار النادي، بعدها بأيام خرج الأستاذ مصلح "أصلحنا الله وإياه"، بتصريح يهاجم فيه التحكيم لتكرر جماهير نجران ما فعلته جماهير (الراقي) وتلوح (بالدراهم) في إشارة إلى عدم نزاهة الحكم، الغريب في الأمر أن حكم مباراة الأهلي كان حكم مباراة نجران نفسه والذي أعتقد أنه أفضل الحكام السعوديين الموسم الماضي.
الأجهزة الإدارية في الأندية هي من يقف خلف هذه الممارسات ولعلنا نتذكر إشارة بو شقير للحكم ذات يوم ليخرج الإداري حمد الصنيع ويوضح للمشاهد (اللي على نياته) أن ما يقصده بوشقير هو أن النادي صرف كثيرا من المال وخسر كل شيء بسبب الحكم، على النقيض لم يبرر الأهلاويون فعل جماهيرهم أما رئيس نجران فقد كان أذكى من الجميع وضرب عصفورين بحجر حيث ذكر أن هذه الجماهير كانت تتفاعل مع الأزمة المالية لناديه، ليوجه رسالتين إلى اللجنة الفنية والمالية في الاتحاد السعودي ويخرج من أزمة تبعات تصريحاته.
الملاحظ أن رؤساء بعض الأندية وبعد كل مخالفة أو خروج عن النص يخرجون في وسائل الإعلام قائلين "نحن نأتي لخدمة الرياضة السعودية وندفع من جيوبنا، ولكن هل يخول لهم ذلك زرع التعصب والمناظر غير الحضارية في مدرجاتنا؟".
المشكلة يا سادة ليست في وجود قوانين الردع بل في تطبيقها، يعني ـــ على بلاطة ـــ هناك تفريق في مسألة العقوبات والأدلة كثيرة ولا تحتاج إلى أمثلة، فمجتمعنا الرياضي أصبح (مقامات) ومحسوبيات وإلا لماذا بادرت لجنة الانضباط بإنذار الأخ مصلح آل مسلم ولم تعلق حتى على التصاريح المشينة من رؤساء وأعضاء شرف بعض الأندية؟، ولماذا لم تعاقب جماهير الأهلي ليعتبر منها الآخرون؟، لماذا عوقب خورخي داسيلفا مدرب النصر السابق مع أنه قام بالإشارة دون فلوس؟!، إجابة هذه الأسئلة لدى أصحاب الشأن!
نقطة توقف
حمدا لله على سلامة مليكنا ووالدنا عبد الله بن عبد العزير، اللهم ألبسه ثوب الصحة والعافية، وكل عام وأنتم بخير.