عمالة تروج سلعها في المساجد
ينتشر في بعض المساجد مع قدوم المناسبات الدينية, ومنها مناسبة الحج, توزيع نشرات دعائية تجارية، ويقوم بتوزيعها بعض العمالة من جنسيات مختلفة, وتقوم هذه العمالة في بعض الأحيان بوضع هذه الدعايات داخل المساجد، وتصبح المساجد بهذه الصورة, وقد شرفها الله, مروجة لدعايات بعض السلع أو مكاتب الخدمات التجارية أو غير ذلك من الأعمال التجارية التي يختار أصحابها بعض العمالة لتوزيع نشراتهم الدعائية، ويختار بعض هذه العمالة المساجد ليضعوا دعايتهم فيها على غفلة من الإمام أو المؤذن أو ربما لإهمال منهما بعدم الانتباه لما يدخل المسجد من هذه النشرات وغيرها، التي ربما تكون في بعض الأحيان مغرضة يستغلها بعض المنتمين للفئات الضالة والمنحرفة في الترويج لأفكارهم.
لذا فإنه لا بد من الاهتمام بالمسجد وعدم ترك الحبل على الغارب لكل ضعيف نفس أن يستغله الاستغلال السيئ الذي قد يكون خطرا على الوطن. وما يلفت النظر أن بعض هذه النشرات أحيانا قد يكون بلغات غير عربية، وربما تروج لفكر منحرف أو أمر يمس الوطن، لذا فإن كل الدعايات والنشرات لا بد من التنبه لها حتى لا تكون بيوت الله مرتعا خصبا للدعاية للأفكار المنحرفة والضالة أو للدعايات التجارية وغيرها، ولتبقى بيوت الله منزهة عن كل فكر منحرف ودعايات مغرضة أو غيرها، وينبغي على أئمة المساجد التنبيه على هذا الجانب, فإمام المسجد رجل أمن ومسؤول عن المسجد الذي يتولى إمامته، وكل مواطن رجل أمن يحافظ على أمن وطنه من عبث العابثين، وكذلك جماعة المسجد عليهم مسؤولية كبيرة تجاه مثل هذه الأفعال المشينة ويمكن أن يبلغوا الإمام أو المؤذن عن كل عمل مريب أو دعايات موجودة في المسجد أيا كان ذلك. وكلما كان التعاون بين الإمام وجماعة المسجد كبيرا كانوا متنبهين لمثل هذه الأخطار التي لها أثر سيئ في نفوس الناس، خاصة أنها تحدث في مكان للعبادة وبيت من بيوت الله، كما أن إمام المسجد, وهو الذي يمثل قدوة حسنة عند جماعة المسجد عليه أن يقوم بدور أكثر فاعلية في تفعيل الدروس وتثقيف الناس وتوجيههم وتبيان المخاطر التي يخشى أن يأتي منها الخطر، ولا سيما الشباب والأطفال الصغار الذين هم الأكثر تأثرا بما يبث وما يمكن أن يوزع من نشرات في المساجد وربما دعت لبعض الأفكار الضالة والمنحرفة، حتى يصبح الشاب أو الطفل على علم بهذا ويتنبه ولي الأمر لذلك ويوجه أبناءه لمثل هذا الخطر، ولعمري أن مثل هذه التوجيهات يكون لها أثرها الطيب في نفوس الآباء والأبناء معا عندما يتعرفون على مثل هذه الأخطار، وفي المقابل يكون هناك إيصال للنشرات المروجة للسلع التجارية إلى الجهات المختصة إذا وجدت داخل المسجد، وبهذه الطريقة يتم قطع الطريق على الذين يتخذون بيوت الله مرتعا خصبا لترويج سلعهم ومطاعمهم والدعاية لتجارتهم، وأحيانا يكون الأمر لجهل هؤلاء العمالة ولا يعلم أصحاب السلع أو العمل التجاري أن ذلك يتم ترويجه والدعاية له في المسجد، لكن تقع عليهم مسؤولية تنبيه عمالتهم لخطر توزيع هذه النشرات داخل المساجد وأن الشرع ينهى عن ذلك، نسأل الله أن يقي بلادنا شر الأشرار وأن يأخذ بأيدي ولاة الأمر للبر والتقوى، إنه جواد كريم.