المجلة تكشف القصة الكاملة لعملية اختطاف وزراء أوبك في فيينا
كشف كارلوس لمجلة "المجلة" من مقر سجنه في أحد ضواحي العاصمة الفرنسية باريس وبخط يده، ما جرى من ملابسات وخبايا في التخطيط لعملية "أوبك" عام 1975م، وتنشرها "المجلة" كاملة هذا الأسبوع، وذلك في حوار خاص معه، مجيبا فيه عن أسئلة الزميل أنيس النقاش، إذ قدم شرحا مفصلا حول بدء التخطيط للعملية، وقال: "قدمت هذه الوثيقة – 7 صفحات – لتفادي أي جدل عقيم، أفضل أن أروي بالتفصيل الوقائع الكاملة التي أدت إلى العملية"، مشيرا إلى أنها بدأت مع الراحل كمال خير بيك.
وذكر كارلوس أن كمال خير بيك التقى في تشرين الأول (أكتوبر) 1975م مسؤولا من أحد بلدان الشرق الأوسط، طلب منه الاستعداد للعملية، خاصة بعد أن كانت دولة خليجية بصدد كسر أسعار النفط. وتناول كارلوس في ردوده على أسئلة "المجلة" اجتماعاته مع كمال خير بيك ووديع حداد "أبو هاني"، وعلاقته بويلفريد بوزي قائد الخلايا الثورية الألمانية في العملية، مشيراً إلى أن العلاقة هي جزء من محطات النضال الفلسطيني، مؤكدا أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تكفلت بكامل نفقات العملية، وأنه أي كارلوس حصل على تفويض بكامل الصلاحيات من وديع حداد للقيام بها.
وكشف كارلوس في رده عن زيارته لبيروت قبل العملية برفقة ويلفريد "بوزي" ولقائه بها مع كمال خير بيك بحماية "أبو الحسن" علي حسن سلامة بأنها تنقلات للتنسيق والتخطيط، مشيراً إلى أن تنقلات أعضاء العملية بين عدة عواصم لإنهاء ترتيبات الإعداد لها، حيث تم التحاق أنيس النقاش بكادر العملية متأخرا، والذي وصفه بأنه من ألمع الكوادر السياسية في العملية، مؤكدا أنه كان سعيدا لأنه مساعده، ولم يخف معرفته بأنه من رجال عرفات.
وألمح كارلوس إلى أنه أول من وصل إلى فيينا قبل أن يلحق به ويلفريد وهانس يوهاكيم كلين وأنيس النقاش، مشيراً إلى أنه تسلم الأسلحة في 19 كانون الأول (ديسمبر) في منتصف الليل، وتحدث عن تقسيم العملية وفصائلها وتسليحها، التي كانت من بينها مسدسات وقنابل انشطارية.
وروى كارلوس لـ"المجلة" التفاصيل المثيرة لاقتحام مبنى أوبك، وأن النقاش كان يتولى تغطيته أثناء الاقتحام، وفي سير التفاوض تحدث كارلوس عن موضوع فدية الـ 50 مليون دولار التي اقترحها الوزير الإيراني خالتباري، غير أنه أكد أنه ما إن تعرف على رئيس الوفد الإيراني جامشيد اموزغاز حتى قرر إعدامه فورا دون تردد.
وأشار كارلوس في رده لـ "المجلة" إلى أن بقية سير العملية حتى نهايتها كان فيها النقاش مكلفا بالتفاوض في المطارات العربية، وقال: "العملية لم تحقق أهدافها لأنها توقفت قبل أن تصل إلى أوجها".