جماهير الصالة والمقلط والمجلس
لم تكن الأسابيع الأربعة الماضية من عمر دوري زين السعودي للمحترفين مقنعة لي شخصيا من ناحية المستوى الفني، فقد كان هناك صخب إعلامي وإداري وجماهيري أكبر بكثير من الأداء داخل أرض الملعب، وهذه مشكلة (عويصة) تحتاج من خبراء لجنة المسابقات، اللجنة الفنية، وهيئة دوري المحترفين إلى دراسة الوضع العام للعبة، وقد نشر أن نسبة لعب الكرة داخل أرض الملعب لا تتجاوز 30 في المائة من عمر المباراة، وهذا مؤشر لا يتناسب مع القيمة المادية للاعبين المحترفين، وأيضا هناك إصابات تتزايد مع أننا في البداية، إذاً هناك فعلا مشكلة لا بد من الوقوف عليها، أما الحضور الجماهيري فإنه قد يتقلص مع مرور الوقت إذا كانت خدمات الملاعب لدينا ستظل بهذا السوء، وهذه مشكلة خبراء الملاعب لدينا، ولا أعلم إن كان لدينا خبراء حقيقيون في هذا المجال، لكن الذي أنا متأكد منه أن دخول الجماهير العادية في معظم ملاعب الدول التي نقف معها على خط واحد اقتصاديا هو أفضل وأرقى وأجمل مما يحدث لدينا، وأستغرب الفرح الهستيري من وضع كراسي بلاستيكية غير مريحة في الملاعب، والحديث عن أن ذلك إنجاز تحقق بفضل كذا وكذا، هذه متطلبات أساسية يفترض أنها موجودة منذ أكثر من 20 عاما.
أما الإعلام الرياضي فهو الآن سيد الساحة الرياضية، فهو يتعامل مع كل شيء وفي كل وقت، وهناك موضة جديدة، وهي الحرب بين الإعلاميين أنفسهم، وبدلا من نقل الأحداث والأخبار والحقائق والتعليق عليها ظهرت أساليب جديدة من الحقد والكراهية المنتشرة في هذا الوسط للأسف، حتى فيما بين من ينتمون لناد واحد، بل وصلت الأمور إلى فضائح وأمور خاصة جدا كانت تحدث في الخفاء، والآن ظهرت على الملأ، وأصبح الجميع يتناقشون في مثل هذه الأمور، إن هذا الصخب والضجيج سوف يؤثر في اللعبة الشعبية الأولى بالمملكة مع مرور الوقت، وما يحدث في الإعلام الرياضي يحتاج إلى وقفة مسؤول، ولعل أهم ما يجب النظر إليه أن يكون الإعلام فعلا متخصصا، ولا يمارسه إلا من لديه شهادة علمية في المجال "الإعلام"، وأما أن يكون أكثر من نصف الممارسين من حملة الكفاءة المتوسطة والثانوية، ومعظم من لديه مؤهل علمي أكاديمي فهو في تخصصات أخرى ليست إعلامية، فذلك سيؤدي في النهاية إلى طرح ضعيف ورؤية ناقصة وحوار بليد أو عقيم ينتهي بجدل لا يتوقف حتى تقتنع بأن جماهير الهلال أكثر من جماهير النصر والاتحاد والأهلي مجتمعة أو توافق على أن الرائد ليس لديه قاعدة جماهيرية ضمن أكثر عشرة أندية جماهيرية بالمملكة!!
أطروحات
ـــ أضحكني زميلي سلمان القريني، وهو يصرح لإحدى القنوات الفضائية بأنه شعر بحياء بالغ وحرج شديد، وهو يبلغ زينقا بصدور قرار إيقاف اللاعب فيقاروا قبل بداية صافرة الحكم بخمس ساعات وبالفعل شيء مخجل، ويحرج المسؤولين والقيادة الرياضية أمام الرأي العام الرياضي، خصوصا أن المسؤولين عملوا على تسهيل الصعوبات كافة لتقديم عمل احترافي، ولكن لا نزال نحتاج إلى غربلة حقيقية، فعلا يا سلمان شر البلية ما يضحك.
ـــ متى يتم افتتاح أول ملعب في المملكة دون مضمار؟ متى أشاهد اللاعبين قريبين من الجماهير كما في الدول المتقدمة رياضيا والقريبة من بلادنا جغرافيا؟
ـــ قريبا سوف يصدر الاتحاد الدولي إحصائيات جديدة عن عدد المشجعين والمناصرين للمنتخبات والأندية الجالسين في منازلهم (الصالة، المجلس، المقلط، غرفة الأطفال، وغرفة النوم)، وسوف يتخلى عن الطريقة الرسمية التي تعد مرجعية حقيقية للمعلن والمستثمر في المجال، وهي عدد الحضور الجماهيري في الملاعب وعلى كراسي المدرجات الزرقاء! طبعا هذي آخر نكتة سمعتها.
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله من الجميع.