شركات محلية تحصل على «الآيزو» من مواقع مشبوهة ومزورة

شركات محلية تحصل على «الآيزو» من مواقع مشبوهة ومزورة

كشف خبير في مجال الإدارة أن 60 في المائة من الشركات المحلية تغيب عنها دراسة استهداف المستهلك، 75 في المائة تجهل الإجابة عن سؤال أهمية الجودة، وتلجأ في الوقت نفسه إلى امتهان شهادات الآيزو العالمية من باب إسكات جهات عالمية مطالبة.
وأشار الدكتور هاني العمري أستاذ إدارة الأعمال المشارك في جامعة الملك عبد العزيز خلال ندوة إدارة الجودة بين النظرية والتطبيق في القطاع الصناعي تحت شعار ''صنع في مكة المكرمة'' التي نظمتها غرفة مكة للتجارة والصناعة مساء أمس الأول إلى أن هناك شركات محلية حصلت على شهادات الآيزو من مواقع إلكترونية مشبوهة ومتهمة بالتزوير، حيث تعاملت تلك الشركات مع الآيزو على أنه رخصة لتسهيل المهام، وليس ثقافة لتحسين الأداء، وأنه فوجئ بمطالبات أعضاء شركات تطبيق معايير الجودة، بعد حصولهم على شهادات الآيزو، وهم بصنيعهم يتلاعبون على أنفسهم، وليس على المستهلك. وأضاف العمري أن السعودية بعد أكثر من 20 عاما من تطبيق معايير الجودة على المصانع والشركات ما زالت تعاني نقصا كبيرا في تطبيق المعايير العالمية والدولية للجودة، مضيفا أن الجودة وجدت كفكر، وطبقت كمنهجية، ومن ثم تطورت كاستراتيجية.
وأبان العمري أن الشركات في السعودية تغيرت عن ثلاثين عاما مضت، والمستهلكون كذلك، مشيرا إلى أن جيلا جديدا قادما يحتاج إلى متطلبات مغايرة تماما لما نحن عليه الآن، وهو ما يتطلب فرض استراتيجية تعنى بالعميل، وثقافته النمطية في التفكير وتعامله مع المنتج. وأن الخلل يكمن في التعامل مع منهجية الجودة وقصور التفكير والاعتماد على النسق الكلاسيكي في طرق البيع والشراء، بعيدا عن مفهوم التطور الاقتصادي الصناعي، في الوقت نفس الذي تصب فيه شركات عالمية جل اهتمامها على العميل، تركز شركات محلية جهودها على خطط قصيرة المدى، مبيننا أن من أهم أسباب ضعف الشركات المصنعة غياب النزعة التسويقية، ومديرو الإنتاج يقومون بإنتاج البضاعة كيفما اتفق، وتباعد ثقافة المنتج عن استهلاك العميل.
وأكد الأستاذ المشارك في إدارة الأعمال أن الاهتمام بالعميل يحتل الدرجة التاسعة عشرة في الهيكل التنظيمي للمؤسسات والشركات المحلية، بينما يتصدر العميل الدرجة الأولى من اهتمامات الشركات العالمية، والصينية على وجه الخصوص. وأضاف العمري أنه لا يوجد ابتكار في صناعة القرارات الاستراتيجية في ظل غياب النظرة البعيدة المدى حول جودة المنتج وأهميته وأن من أهم أسباب هذا التدني الاستعجال في إصدار دراسات الجدوى والجودة، كاشفا عن وجود هجمة من الشركات الصينية المقتحمة السوق السعودية التي ستغير من ملامح الأنظمة الاقتصادية في السوق المحلية بسبب دراساتها المستفيضة لاحتياجات الشارع السعودي على وجه الخصوص.
وعرج العمري بالقول ''إن غياب ثقافة الجودة والتعامل مع الشركات والمؤسسات الصناعية يفتقد إلى المعايير الثاقبة، بحكم أنه لا يتعامل مع المؤسسات كفريق عمل بشري يؤمن بالنهوض في الأداء، مستلهما مثلا في زيارته أحد المصانع الكبيرة في جدة أنه بسبب قيام أحد المديرين أثناء تناوله وجبة الإفطار رفض مقابلة زائر يحمل في جعبته مليون دولار، كان ينوي شراء بضائع من داخل المصنع. من جانبه كشف طلال مرزا رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة عن نية الغرفة تطبيق معايير الجودة على جميع الشركات والمؤسسات الصناعية التي تنطوي تحت مظلتها، وهو ما من شأنه تطوير أداء الغرفة تطويرا شاملا من حيث التنسيق والإنتاج وفق عمل ممنهج ومدروس حسب دراسات مستفيضة، ونحن على بوادر الخطوات الأولى من تنفيذ معايير الجودة خاصة فيما يتعلق بالأداء، وقد بدأنا فعليا في تطبيق ''الآي تي''، وأن العمل ضمن هيكلة التطوير سيبدأ مع الشهر المقبل.

الأكثر قراءة