دراماتيكية سوق الأسهم وسيكولوجية المساهم
حركة تصحيحية، ارتفاع مؤشر، نزول حاد، مقاومة، دعم، مكرر ربحية، العائد على السهم، جني أرباح، إشاعات، معلومة سرية، طوابير شراء، طوابير بيع، أمر إدخال، مكونات السعر، خريطة الأسهم، الفجوات، القمم، القيعان، كل تلك المفردات العارفون بها كثر والذين يمارسون لعبة الأسهم سواء استثماراً أو مضاربة، وهناك مفردات كثيرة داخل سوق الأسهم بعضها له أساس علمي والآخر اسم اصطلاحي يتناقلها اللاعبون في سوق الأسهم، انفجرت البالونة، المكررات الربحية أكبر من أصول واحتياجات الشركة وقوائمها المالية، أمور متداولة شبه يومية، هوامير السوق وعصافير السوق كما يحلو للبعض تسميتهم، الهوامير هم المحرك الأساسي لكثير من الأسهم سواء ارتفاعاً أو نزولاً وبالذات الشركات التي لا تملك عمقا صناعيا وأصولا حقيقية ومنتجا مطلوبا، فيقوم أولئك الهوامير بلعبة المد والجزر في ذلك السهم ويأخذون معهم الأصدقاء وذوي القربى ويعملون ما يشاءون, وبحسب المساحة المتاحة لهم ثم يتركون هذا السهم وشأنه سقوطاً ونزولاً، فهناك المستفيد الذي جنى الأرباح الهائلة وهناك المتضرر الذي تحمل الخسائر أيضاً الباهظة، لون أحمر ولون أخضر والعيون تراقب والبشر كأن على رأسهم الطير، يخفق القلب فرحاً عندما يرتفع السهم الذي يملكه صاحبه ويخفق ألماً وحزناً عندما يهبط ذلك السهم المملوك للآخر صاحب الخفقة الحزينة، تتباشر الناس وتتكلم في المنتديات وتبدأ رسائل الجوال عند كل خبر بالتناقل والسؤال والتحقق من صحة المعلومة فتارة تؤكد وتارة تنفي، وخاصة أن السوق السعودية تقوم قرارات معظم أفرادها الشرائية أو البيعية على المعلومة والإشاعة وتناقل الخبر ومعرفة الصديق المقرب لهذه الشركة أو تلك، أو حتى من أحد أعضاء مجلس الإدارة إن استطاع إلى ذلك سبيلا، التحليل المالي والتحليل الفني والتحليل العلمي والرصد التاريخي والتجميعي للمعلومات هي من العوامل التي لا تمارس في السوق السعودية في سوادها الأعظم وبالذات لدى صغار المضاربين وحتى عند بعض الكبار، التحليل الفني الذي يقوم على رصد مؤشر السوق وقراءة خريطة السهم ومكونات السعر الخاصة في سعر الإغلاق وكمية التداول ودراسة الخرائط الفنية للسهم كالخريطة الخطية والعمودية والشمعية وتحليل كمية الصفقات على سهم دون غيره وسبر أغوار عوامل المقاومة والدعم التي مر بها ذلك السهم في فترة زمنية معينة يوم أو أسبوع أو شهر أو حتى سنة وطرق كسر المقاومة وجني الأرباح وهل هي خاصة بصغار المساهمين؟! وهذا التحليل يدركه المحللون ويمارسه العارفون لهذا العلم، وكذلك دراسة الترند (الوجهة) المتعلقة باتجاه السهم صعوداً وهبوطاً وتكون القيعان والقمم والاستفادة منها وتحليلها التحليل العلمي الذي يصب في مصلحة المستثمر وحتى المضارب، والقيام بتحليل الفجوات وهي فجوة الانطلاق وفجوة المواصلة وكل ما يختص بالتحليل الفني للسهم ليعطي ذلك المضارب تصوراً مهنياً قائماً ومرتكزاً على الأساس العلمي والتحليل الفني والرؤية الصائبة التي تعطي هذه القراءة الوضوح والمصداقية وبالتالي الرؤية المهنية في عملية اتخاذ القرار البيعي أو الشرائي، وهناك أيضاً التحليلات المالية التي تقوم على دراسة الميزانيات الخاصة بتلك الشركة والقدرة المالية ودراسة الأصول التي تملكها الشركة وكذلك نوع المنتج الذي تقدمه تلك الشركة ورأس مالها الحقيقي ورصد التطور الربحي لتلك الشركة والمشاريع التي قامت الشركة بتنفيذها وعملها خلال فترة زمنية محددة, وكذلك تقييم الأصول المملوكة لتلك الشركة والتكاليف التشغيلية والثابتة وكذلك الأرباح أو الخسائر التراكمية وما إلى ذلك من تحليلات مالية يعرفها المحللون الماليون المختصون بذلك، وكل تلك المعطيات والدراسات المالية وغيرها لا شك أنها كذلك تعطي التصور الواضح والرؤية الصافية البعيدة عن الغبش والعبثية لتحقيق القرار الصائب في عمليات البيع والشراء، فالتحليل المالي والتحليل الفني والتحليل الخبراتي (الحدس) كلها يجب أن تكون أضلاعا مترابطة مع بعضها لخلق معادلة شراء صائبة قائمة على أساس علمي ومنهجي واحترافي وخبراتي، وإن انتفاء أحد هذه الأضلاع عن صاحبيه سيؤدي بالتبعية إلى فجوة وخلط في اتخاذ القرار الصائب في عملية البيع والشراء وتحقيق الأرباح والمكاسب، وقد يقول قائلهم إنني أركن إلى العملية (الحدسية) التي تقوم على المعلومة والشائعة والخبرة الظاهرية وقد حققت أرباحاً هائلة، أقول إن ذلك لن يدوم لأن اللاعبين في سوق الأسهم الذين يملكون العقلية الناجحة القائمة على التحليل الفني والمالي والمهني وحتى الحدسي هم الذين سوف يحققون الأرباح العالية والمكاسب الطائلة بل إنهم سيأخذون من الكعكة الخاصة بذلك المضارب غير المهني الذي لا يتكئ على الأسس العلمية، وطالما ظلت سوقنا تقوم على المضاربين البسطاء وغير المهنيين فإن ذلك بالضرورة سيعطي اللاعب المحترف كثيراً من الأرباح والمكاسب وسيبقى اللاعب البسيط الذي يعتمد على المعلومة والشائعة خارج خريطة اللعبة السوقية.