"أندية الممتاز لا تحتاج للفُتات"
ذكرت بعض الصحف في صفحاتها الرياضية أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب سوف توزع ما تبقى من ميزانيتها وقدره خمسة ملايين على أندية المملكة الـ 153 بالتساوي. وقالت الصحف إن كل ناد سيحصل على نحو 31 ألف ريال. طبعاً يعتبر هذا المبلغ حبل نجاة لأندية الدرجة الثالثة لكنه لا يساوي شيئاً بالنسبة لأندية الدرجة الممتازة والدرجة الأولى والتي تصرف الملايين وتصلها عشرات الملايين من أعضاء الشرف ومن بيع عقود اللاعبين ومن النقل التلفزيوني ومن الإعلانات وإعانة الاحتراف وغيرها كثير، فماذا يساوي مبلغ الـ 31 ألف في ميزانية أندية الممتاز! إنها تصرفه في ليلة واحدة في معسكر فريق كرة القدم الأول، بينما هذا المبلغ يصرف على نادي درجة ثالثة ستة أشهر فلماذا تعطي أندية الممتاز هذا الفُتات الذي ليسوا في حاجة إليه. بينما بقية الأندية تتلهف لمثل هذا المبلغ الذي يفرج لها أزمة. فالعدل في مثل هذه المواقف ظلم. لقد رأيت البسمة تعلو محيا المسؤولين في أندية الدرجة الثالثة حتى أن بعضهم منذ أن قرأ الخبر وهو يراجع البنك ليتأكد من نزول المبلغ في حساب النادي لكي يستطيع التحرك للصرف منه على فرق وأنشطة النادي، بينما أنا متأكد أن المسؤولين في أندية الممتاز لم يعرفوا بهذا الخبر وإن عرفوا صدفة فهو لا يهمهم لأن المبلغ لا يستحق أن يلتفتوا له أو أن يلقوا له بالا.
فليت رعاية الشباب وزعت المبلغ على الأندية المستحقة وتركت الأغنياء لأن مثل هذه الصدقة ينبغي أن تدفع للفقراء فقط أما الأغنياء فلا تحل لهم الصدقة. لأن هذا المبلغ ليس إعانة رسمية لكي يستحقها الجميع مقابل أنشطة قاموا بها. فلو أن من قرر توزيع هذا المبلغ حصره للأندية المحتاجة لأصبح نصيب كل ناد أكثر من 31 ألفا، وهذه الأندية في حاجة إلى كل مبلغ. وأندية الممتاز والأولى يكفيها ما يصلها من رعاية الشباب أو اتحاد كرة القدم من إعانة الاحتراف. ومن المفارقات الغريبة التي تثبت صدق كلامي أن صفقة اللاعب ياسر القحطاني تعادل الإعانة المقطوعة التي تصرفها رعاية الشباب لأندية المملكة كلها. لهذا كله وإنصافاً للأندية الصغيرة المحتاجة ينبغي ألا تكون القسمة مستقبلاً بهذا الشكل بل لابد أن يوزع مثل هذا المبلغ على أندية الدرجة الثالثة والثانية فقط والتي تنازع الموت كل لحظة في ظل توقف إعانة النشاط الرياضي منذ سبع سنوات، وانقطاع إعانة السكن والإعاشة منذ أربع سنوات ولم يتبق لها سوى الإعانة المقطوعة التي تظل دون مستوى تطلعات الأندية وشباب هذا البلد الذي يستحق أن نصرف عليه الكثير في ظل ميزانية ضخمة كميزانية هذا العام الذي نتمنى أن يكون للشباب والرياضة نصيب يصرف عليهم لا أن يصرف على المباني والملاعب فتبدو جميلة زاهية، بينما الشباب ذابل بسبب قلة ما توافر له من دعم ينعكس على نشاطه.
لذلك أقول إن الأندية الكبيرة لا تحتاج إلى الفُتات فهي لديها الملايين بينما غيرها من الأندية يستحق الصدقة. أقول هذا الكلام وكلي ثقة بأن القائمين على رعاية الشباب يعلمون ما تعانيه الأندية الصغيرة من مشاكل بسبب قلة الموارد المالية وأرجو منهم أن يتحروا العدل مستقبلاً وألا يدفعوا إلا لمن يستحق.