مختصون: طرح «روتانا» للاكتتاب العام إضافة مهمة للإعلام العربي وتحفيز للشركات في القطاع

مختصون: طرح «روتانا» للاكتتاب العام إضافة مهمة للإعلام العربي وتحفيز للشركات في القطاع
مختصون: طرح «روتانا» للاكتتاب العام إضافة مهمة للإعلام العربي وتحفيز للشركات في القطاع

يستعد القطاع الإعلامي في العالم العربي لاستقبال كيان إعلامي جديد يتثمل في طرح شركة روتانا للاكتتاب العام، مع إطلاق قناة تلفزيونية إخبارية وهو ما كشف عنه أخيراً الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة روتانا.

ويرى مختصون أن مثل هذا الكيان الجديد سيكون إضافة مهمة لصناعة الإعلام وتوسيعاً لقاعدة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وسيترتب على هذا الاستثمار الجديد فتح مجالات فرص وظيفية مع رفع مستوى الأجور للموارد البشرية.

واعتبر المختصون أن وجود اسم قوي وهو الأمير الوليد بن طلال خلف شركة روتانا سيعطي دعامة قوية لها، وسينعكس إيجاباً على دخول المستثمرين في الشركة، مشيرين إلى أن القطاع الإعلامي من أصعب القطاعات بالنظر إلى حجم الأموال التي تضخ فيه، والعائدات المالية التي تتطلب وقتاً طويلاً.

ولفت الاقتصاديون إلى أن هذا الطرح الإعلامي الجديد سيحفز الشركات الإعلامية الأخرى للدخول في الأسواق المالية، وتعزيز نشاطاتهم، بهدف الوصول إلى الانتشار الذي يحقق الربحية، ويواكب التطلعات.

#2#

من جهته، أوضح إبراهيم العلوان نائب الرئيس التنفيذي في مجموعة كسب المالية، أن الاستثمار في القطاع الإعلامي يتطلب ضخ أموال كبيرة للوصول إلى مردود قوي، مبيناً أن القطاع يحظى بمنافسة قوية الشركات العاملة، مع وجود ضبابية في التنبؤ بحجم العائدات المستقبلية التي يمكن أن تجنيها تلك الشركات.

ولفت العلوان إلى أن دخول شركة مثل روتانا إلى السوق المالية، سيحفز الاستثمارات الإعلامية الأخرى للتفكير بجدية في سوق المال خلال الأعوام المقبلة، معتبراً أن حجم المخاطرة دائماً ما يعتمد على الشركات الأولى التي تعتزم طرح أسهمها في السوق، في الوقت الذي أوضح فيه أن وجود اسم قوي للإعلام بقيادة الأمير الوليد في سوق المال سيسهم في تطوير العمل الإعلامي مستقبلاً، ويضع بصمته على تلك الصناعة المزدهرة في العالم العربي.

وتوقع العلوان أن يحظى طرح روتانا باهتمام بالغ خلال الفترة المقبلة بالنظر إلى حجم الشركة، ونشاطها المؤثر، إضافة إلى الشركات الإعلامية الناجحة محدودة وهي مدعومة بمراكزها المالية الأساسية، لافتاً إلى أنها ستوفر فرصا وظيفية للمختصين، وستزيد من مستوى الأجور في القطاع.

وأشار نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة كسب المالية إلى التجربة الناجحة للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق المتمثلة في دخولها في السوق المالية السعودية، معتبراً أنها ناجحة بكل المقاييس، وأنها أثبتت ذلك النجاح من خلال قدرتها على الانتشار والتنوع.

من جانبه، اتفق الدكتور عبد الوهاب أبو داهش المستشار المالي والاقتصادي مع ما ذكره العلوان، حيث أوضح أن دخول شركة روتانا لسوق الأسهم سيضيف للشركة القوة ويدعم أعمالها المالية بشكل أكبر، معتبراً أن الأمير الوليد لا يسعى من خلال الطرح إلى جمع أكبر قدر المال، لكنه يهدف إلى البحث عن فائدة المستثمرين معه، وتطوير الشركة الإعلامية، مؤكداً في الوقت ذاته أن السوق المالية لم توجد لجني الأرباح بل لإعادة هيكلة الشركات بأرخص الطرق.

وأشار أبو داهش إلى أن الأمير الوليد يتميز بجرأته في اتخاذ القرارات، وأن ذلك اتضح من خلال تخفيض رأسمال شركة المملكة القابضة الذي تم أخيراً لمعالجة الأوضاع المالية في الشركة، وأن ذلك يعطي دعامة أكبر لاستثماراته.

وأشار أبوداهش إلى أن الشركات الإعلامية الأخرى ستتشجع في طرح أسهمها في السوق المالية، وستخلق منافسة قوية لتلك الشركات، إلى جانب أنها ستعمد إلى قراءة تحركات شركة روتانا من حيث تحقيق الأرباح، التوسعات، القوائم المالية، للاقتداء بها.

وأضاف:''روتانا ستشكل إضافة مهمة في سوق المال والقطاع الإعلامي، وستستغل السوق بنجاح للتعامل مع المتغيرات الاقتصادية''.

وكان الأمير الوليد بن طلال قد أوضح أنه سيطرح جزءا من شركة ''روتانا''لاكتتاب أولي خلال عامين من الآن نظراً لأنه يحتاج إلى تسويق العلامة التجارية للشركة وترسيخها بشكل جيد. وأعلن الوليد في شباط (فبراير) الماضي أنه سيعين مستشاراً للاكتتاب.

وقدر الأمير الوليد في في الفترة نفسها قيمة شركة روتانا السوقية بما يعادل 1.2 مليار دولار في الوقت الراهن، مما جعلها من أهم الشركات الإعلامية في المنطقة العربية، وهذا ما دعا شركة نيوز كورب المملوكة لمردوخ إلى شراء حصة فيها.

وأوضح الوليد حينها لوكالة الأنباء الفرنسية أن روتانا ستستفيد من خبرات شركة نيوز كورب الكبيرة في المجال الإعلامي، كونها تعمل في خمس قارات إلا أن سياسات نيوز كورب الإعلامية الموجهة ضد العالم العربي لن تنتقل إلى قنواته.

وأكد الوليد أنه يسعى من خلال الشراكة بين نيوز كورب وروتانا إلى تحسين التناول الإعلامي للقضايا العربية في الإعلام الغربي.

يذكر أن شـركة المملكة القابضة التي يرأس مجلس إدارتها الأمير الوليد بن طلال تملك حصة قدرها 7 في المائة من الأسهم العادية فئة ب، في شركة نيوز كورب.

وأوضح بيان لرئيس مجلس إدارة شركة نيوز كورب جيمس مردوخ حينها أن الاستثمار في شركة روتانا سيوسع من وجود الشركة في المنطقة، مع تواجد نسبة كبيرة من السكان في عمر الشباب.

وتنشط ''روتانا'' في مجال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء عبر عدة قنوات من ضمنها قنوات للموسيقى والأفلام باللغتين العربية والإنجليزية.

كما كشف الأمير الوليد عن نيته تنافس العربية والجزيرة وسيشرف عليها شخصياً، كما يعتزم طرح شركة روتانا الإعلامية التي يمتلكها للاكتتاب خلال السنتين القادمتين بعد ترويج العلامة التجارية لها بشكل جيد.

وقال الوليد أمس في مقابلة تلفزيونية مع قناة بلومبيرج الأمريكية إن القناة الجديدة ستكون مستقلة ولن تكون مملوكة لشركة المملكة القابضة التي يمتلك معظم أسهمها أو حتى مملوكة لروتانا.

وأضاف الوليد أنه ينوي الإشراف بنفسه على القناة في البداية لأنها ستتطلب استثمارات ضخمة وأنها ستكون مبنية على النموذج الإخباري نفسه لقناتي فوكس وسكاي نيوز الإخباريتين اللتين يمتلكهما رجل الأعمال الأمريكي روبرت مردوخ الذي سبق أن اشترى في فبراير الماضي حصة قدرها 9.1 في المائة من أسهم روتانا مقابل 70 مليون دولار.

الأكثر قراءة