الكتب الإلكترونية حالها ومآلها

أعتبر نفسي من محبي القراءة وخاصة قراءة الروايات البوليسية وكتب علم القيادة والإدارة، وفي الواقع أجد أن أحد أهم الأنشطة التي أرغب فيه خلال إجازتي هي أن أقرأ كتابا مع خلفية لأغاني أم كلثوم. ولكن ما يحد من ذلك هو بعض العوائق التي تواجهني خلال الإجازة ومنها التسوق مع زوجتي، ومع هذا التسوق تحتاج زوجتي إلى كل مساحة ووزن ممكنين لمشترياتها. فبالتالي لا أستطيع شراء ما أرغبه من كتب ولكن ما الحل لمشكلتي وشاكلتي من القراء؟
تأتي تقنية المعلومات هنا لتسهم في حل بعض المشاكل، حيث تم تطوير منتجات إلكترونية لقراءة الكتب إلكترونياً. فقد طورت إحدى الشركات منتجا وهو جهاز صغير بشاشة عرض متوسطة الحجم توجد فيه جميع المزايا التي يحتاج إليها القارئ مثل اللاقط الهوائي (EVDO) وذاكرة تتسع لعدد كبير من الكتب، إضافة إلى لوحة مفاتيح والقدرة على وضع فاصل صفحات للكتاب المراد الرجوع إليه في وقت لاحق ومزايا كثيرة لا تتسع المقالة لكتابتها.
حالة الكتب والقراء في السعودية لا تجعلنا نتفاءل بمستقبل فكري وثقافي زاهر، حيث لم يغرس في أبنائنا وبناتنا حب القراءة والإطلاع. وأنا هنا ألقي باللائمة على الوالدين اللذين يشتريان لأبنائهما أجهزة «بلاك بيري» و Game Boy وغيرها من الأجهزة الترفيهية والتي تشغل هؤلاء طوال اليوم من دون أي فائدة تذكر. أصبحت عاداتنا الاجتماعية تسهم في البعد عما هو مفيد وضروري للتقدم الإنساني والنضج الثقافي. ماذا لو تغيرت عاداتنا بحيث يكون التحفيز عن طريق شراء أجهزة تعود بالفائدة على الأبناء طوال حياتهم؟!
الكتب في بلدنا تعاني الكثير من الهجران والقطيعة، ولابد من عمل شيء للحد من تفاقم هذه المشكلة التي سوف تؤثر في المستقبل الفكري للأجيال القادمة. حب التقنية موجود تقريباً عند جميع صغار السن، فلماذا لا نستغل هذا الاهتمام من الصغار بالتقنية عن طريق إحلال الكتب الإلكترونية محل الأجهزة الإلكترونية الترفيهية الأخرى. ويجب أن تكون البداية من الوالدين، وهذا يأتي بتقديم بعض التنازلات. فالأب يحتاج إلى أن يقلل من السهرات مع الأصدقاء في «الاستراحات»، والأم يجب أن تقلل من زيارات الأهل والصديقات والتسوق لكي يخصصا وقتا أطول في المنزل للعناية بأطفالهما ووضع ضوابط للممارسات غير المفيدة وتشجيع الأطفال وتحفيزهم للممارسات النافعة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي