منتدى أهالي جدة الاقتصادي
انطلق منتدى جدة الاقتصادي مطلع هذا الأسبوع تحت عنوان (الاقتصاد العالمي 2020) ولا شك أن مثل هذا العنوان الكبير يأتي من خلال المكانة المهمة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية ودورها في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي إضافة إلى عضويتها المهمة في مجموعة العشرين وتقدم ناتجها المحلي وصدارتها في السوق النفطية العالمية كما أن المملكة تعد من أكبر المساهمين من حيث تقديم الإعانات والمساعدات للعديد من دول العالم من خلال صناديق التنمية والبنك الدولي.
ولهذه المكانة فقد انطلق منتدى جدة الاقتصادي بمشاركة دولية لأكثر من 1200 مشارك معظمهم أكاديميون ومتخصصون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية، وقد ركز المنتدى على محاور عالمية متعددة تركز في مضمونها على قضية ما بعد الأزمة المالية العالمية وكيفية تكوين تصور واضح للفترة المستقبلية وتحديد الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية التي من المرجح أن تنشأ خلال هذه الفترة ويتم تنظيم المنتدى من خلال متعهد خارجي كما بلغت تكلفة المنتدى قرابة الـ 10 ملايين ريال للصرف على الفعاليات التي ستكون على مدار ثلاثة أيام يتم خلالها عمل العديد من اللقاءات على هامش فعاليات المنتدى.
وعلى الرغم من أهمية ما سبق وضرورة أن تكون لمدينة جدة هذه الصبغة العالمية المميزة وأن تكون لمنتداها هذه المكانة العالمية بحيث يأتي إليها الخبراء والمختصون من كافة أنحاء العالم فإن لمدينة جدة وأهلها الحق في أن يكون لهم منتدىً مشابه تناقش فيه مشاكلهم الاقتصادية وتراعى اهتماماتهم المحلية ويعمل على عرض تطلعاتهم وطموحاتهم ويمكن أن يطلق على هذه المنتدى (منتدى أهالي جدة الاقتصادي) بحيث يتم من خلاله استقطاب المسؤولين في جدة وتجارها وأصحاب المشاريع الصغيرة وغيرهم من أصحاب الصلة باقتصاد جدة، كما يمكن أن يرافق هذا المنتدى معرضاً لأصحاب المشاريع الصغيرة والأفكار الناشئة الذين يسعون بين المكاتب الحكومية طلباً للتراخيص وغيرها من التصاريح لتحقيق أحلامهم ومشاريعهم إضافة إلى حرصهم على الحصول على بعض المميزات التي تساعدهم لمنافسة الشركات الكبرى التي تسيطر على كثير من الأسواق التجارية.
وعلى الرغم من الأهمية العالمية لمدينة مثل جدة فإن الاهتمام المحلي يظل هو الأساس، فما أجمل أن يكون لدينا في جدة وفي باقي مدن المملكة منتدى يجمع المؤسسات والهيئات الحكومية المختلفة والموجودة في كل مدينة لتناقش سنوياً أحوال المدينة، وتحدد الأهداف والتطلعات التي تصبو إليها، وتستمع إلى تقارير المسؤولين الموجودين فيها وما قدموه من إنجازات سنوية، كما تعطي فرصة لأهالي المدينة أن يتحدثوا ويقدموا رأيهم فيما يجدونه من خدمات تقدم إليهم، فبمثل هذه المنتديات الفعالة تظهر الفائدة ويشعر المجتمع بأنهم جزء من الحدث وأن هذه الفعالية تعنيهم بشكل مباشر.
المنتدى اليوم يستضيف خبرات عالمية تأتي من كل أنحاء العالم لتقدم أطروحات وآراء مختلفة في قضايا دولية ولذلك فأنا أتساءل ماذا سيستفيد القطاع الخاص في جدة من منتدى جدة بصورته الحالية، وماذا سيستفيد أصحاب المشاريع الصغيرة وهم يشكلون 80 في المائة من اقتصاد المدينة وماذا سيستفيد سكان جدة بل والحركة الاقتصادية في المدينة من كل هؤلاء الذين جاءوا من كل أنحاء العالم، فمع تقديري لكل جهد بذل واحترامي لكل تنظيم تم فإنني أعتقد أنه إذا لم تكن هناك استفادة واضحة ومردود إيجابي مباشر لسكان جدة وأهاليها من خلال هذا المؤتمر فسيصبح المؤتمر معزولاً كما هو حاله اليوم في مكان من فئة الخمس نجوم وعلى فئة معينة يحيط بها بعض الصحافيين والإعلاميين فهو عبارة عن مناسبة عالمية يلتقي فيها بعض المهتمين ببعض حتى أن من الحضور من لا يستمع لأي محاضرة ويفضل أن يقضي الوقت في أحاديث جانبية ثم لا يلبث أن ينسى هذا المنتدى مع آخر يوم لفعالياته.
ولذلك ولكي يكسب المنتدى قيمة مضافة يجب أن يندمج في الواقع الذي يعيشه أهالي جدة أو أن يخصص لهم منتدى آخر يناقش أهدافهم وطموحاتهم بل ومعاناتهم بحيث يطلق عليه (منتدى أهالي جدة الاقتصادي).