يا وزير الثقافة .. محنة كاتب شريف!
هذا الكاتب كان ملء السمع والبصر منذ 30 عاما أو تزيد، وكانت كتبه للكبار والصغار تنتشر في المكتبات وعند باعة الصحف .. أكثر من 300 كتاب للناشئة والأطفال كتبها ونشرها على نفقته الخاصة.. وكما كتب للأطفال كتب للكبار عشرة كتب، كان الفكر المسيطر فيها مواجهة الإرهاب ورفض فكر التكفير .. ثم كان رئيس أول مجلة سعودية للأطفال ''مجلة حسن'' التي كانت تصدر عن دار ''عكاظ'' ثم صدر الأمر بإغلاقها دون أن يرتب معاشا له مما جعله يتعرض لكارثة مالية منذ زهاء 20 عاما أودت بما يملك واضطرته إلى السكن في حي شعبي لا يليق باسمه ولا بسمعته ولا بما قدم للوطن من عصارة فكره حباً وثقافة وتنويرا.
لقد كان الأستاذ ''يعقوب إسحاق'' مؤسسة نشر كاملة .. فهو المؤلف والناشر والموزع .. وكل مهنة من هذه المهن تحتاج إلى متخصص .. ولكن ثقته بنفسه وإيمانه بوطنه دفعاه للعمل وحده كاتبا وممولا وناشرا وموزعا حتى أفلس .. ثم كانت الكارثة فيما أصابه من مرض حار فيه الأطباء .. وكلما سئل عن حاله لم يقدم من إجابة سوى الدموع .. إنها كارثة إنسانية وصحية ومالية واجتماعية أو هي كوارث نزلت بكاتب يبلغ الآن السبعين ولا يجد مأوى يليق به وبتاريخه!!
إن الأستاذ ''يعقوب محمد إسحاق'' كاتب شريف لم يتكسب بما كتب وألف ونشر .. وظل مخلصا لمهنته ككاتب حتى وقعت الكارثة أو الكوارث المالية والصحية والاجتماعية فأفقدته القدرة على الاستمرار.
وقد علمت أنه قام بتأليف ثلاثة كتب عن عصر خادم الحرمين الشريفين الملك ''عبد الله بن عبد العزيز'' قدمها لوزارة الثقافة والإعلام وينتظر الموافقة عليها، لعل نشرها يعيده إلى توازنه المالي والاجتماعي وربما الصحي أيضاً .. وأنا أهيب بوزير الثقافة والإعلام الأديب المثقف الدكتور ''عبد العزيز خوجة'' بسرعة الموافقة على هذه الكتب، وقد شرحت حال المؤلف وما يعانيه من ذل المكان والمكانة والظروف التي تحيط به .. ولعله أيضا يشمله برعايته.
وإنني أهيب بكل حامل قلم في الوطن العزيز أن يبادر بمساندة الأخ ''يعقوب إسحاق'' .. وأرفع بكل احترام إلى المقام السامي رغبته في أن يصل صوته إلى المقام العالي وهو الأقدر والأجدر على الأمر بمساندة ومساعدة هذا الكاتب الشريف .. و''من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة'' .. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.