مودي يعزز العلاقات مع الصين وروسيا متحدياً ترمب

مودي يعزز العلاقات مع الصين وروسيا متحدياً ترمب

مودي يعزز العلاقات مع الصين وروسيا متحدياً ترمب

استغل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أول زيارة له إلى الصين منذ سبع أعوام لإعادة ضبط العلاقات مع الجارة القوية لبلاده، وفي الوقت ذاته سعى إلى تعزيز الروابط مع روسيا، بينما يصعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التوترات مع نيودلهي.

عقد مودي محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في تيانجين يوم الأحد، على هامش قمة إقليمية للأمن والاقتصاد، حيث تعهد الجانبان بأن يكونا شريكين لا خصمين.

وبحسب البيانات الرسمية، ناقش الطرفان قضايا الحدود واستئناف الرحلات الجوية المباشرة وزيادة التبادل التجاري.

مودي يلتقي بوتين وسط ضغوط أمريكية
وفي يوم الإثنين، التقى مودي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة تيانجين، في حين تخضع العلاقات بين البلدين للتدقيق. وكان ترمب قد انتقد علناً شراء الهند للنفط من روسيا، متهماً نيودلهي بتمويل حرب بوتين في أوكرانيا.

وقد فرضت إدارة ترمب الأسبوع الماضي رسوماً جمركية بنسبة 50% على السلع الهندية المتجهة إلى الولايات المتحدة، وهي الأعلى في آسيا، لمعاقبة نيودلهي على تلك المشتريات النفطية.

قال أنيل تريجونايات، السفير الهندي السابق لدى الأردن وليبيا ومالطا، إن تصرفات ترمب أظهرت لنيودلهي أنها لا تستطيع الاعتماد على علاقاتها مع الولايات المتحدة.

وأضاف تريجونايات في تصريحات لقناة "تايمز ناو" يوم الأحد: "من المهم لدول مثل الهند أن تجد مسارها الخاص وشركاءها المستقلين".

مودي يتحدث مع زيلينسكي قبل القمة
 تحدث مودي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل زيارته إلى الصين، مجدداً دعوته إلى السلام. وقال زيلينسكي إن الهند مستعدة لـ"توجيه الإشارة المناسبة إلى روسيا وقادة آخرين" خلال اجتماعات مودي في تيانجين.

وكان آخر اتصال بين مودي وبوتين عقب قمة جمعت الرئيس الروسي مع ترمب في ألاسكا سعياً للتوصل إلى اتفاق سلام. ومن المتوقع أن يزور بوتين الهند في وقت لاحق من هذا العام.

وقد صرّح مساعدو ترمب مثل بيتر نافارو، بأن الهند تحقق أرباحاً من الحرب عبر شراء النفط الروسي بسعر مخفض، وتكريره، ثم بيعه إلى مشترين في أوروبا وأماكن أخرى.

دفاع هندي عن العلاقات مع موسكو
 لكن كبار مسؤولي إدارة مودي دافعوا عن العلاقات التاريخية للهند مع روسيا، مؤكدين أن الولايات المتحدة كانت قد شجّعت سابقاً على شراء النفط الروسي لمنع انهيار أسعار النفط العالمية.

وجدد نافارو انتقاداته يوم الأحد، قائلاً في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن الهند لم تكن تشتري كميات كبيرة من النفط من روسيا قبل هجومها الشامل على أوكرانيا، لكنها الآن تغذي "آلة الحرب الروسية". وأضاف: "الهند تحولت إلى آلة تنظيف لصالح الكرملين". 

قال نافارو: "مودي زعيم عظيم، لكنني لا أفهم لماذا يقترب بهذا الشكل من بوتين وشي جين بينغ، بينما بلاده تُعد أكبر ديمقراطية في العالم". 

حرب ترمب التجارية تدفع للتقارب الصيني – الهندي
سرّعت الحرب التجارية التي شنها ترمب على الصين والهند جهود الدولتين لإعادة بناء العلاقات بينهما، بعدما كان البلدان قد شرعا العام الماضي في اتخاذ خطوات أولية لتهدئة التوترات على طول حدودهما غير المرسومة رسمياً الممتدة لمسافة 3,488 كيلومتراً (2,167 ميلاً).

قال شي خلال لقائه مع مودي: "الوضع الدولي يشهد تقلبات وفوضى في آن واحد". وأضاف أنه من الصواب أن تكون الصين والهند "صديقين تجمعهما علاقات حسن جوار وودية، وشريكين يمكّن كلٌّ منهما الآخر من تحقيق النجاح، وأن يتناغم التنين والفيل في خطواتهما". 

قال جيريمي تشان، كبير المحللين في فريق الصين وشمال شرق آسيا لدى "أوراسيا غروب" (Eurasia Group) إن تجاوز قضية الحدود فتح الباب أمام مجالات متعددة لتعزيز التعاون بين الصين والهند. وأضاف أن الخلافات العميقة بين الجانبين ما زالت قائمة.

وأوضح تشان في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "الشكوك المتبادلة ستظل قائمة بين البلدين، ولن يكون هذا اللقاء بين مودي وشي كفيلاً بحلّ التنافس الاستراتيجي بينهما". 

مودي يسعى لتعويض أثر الرسوم الأمريكية
 يسعى مودي إلى دعم اقتصاد الهند في مواجهة الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، من خلال خفض الضرائب لتحفيز الإنفاق المحلي والبحث عن أسواق جديدة لتصدير سلع بلاده.

تُعد الولايات المتحدة أكبر سوق لصادرات الهند، ويقدّر خبراء اقتصاديون في" سيتي غروب" أن تؤدي الرسوم إلى خفض معدل النمو السنوي بمقدار 0.8 نقطة مئوية.

قبل زيارته إلى الصين، أمضى مودي يومين في اليابان، حيث حصل على تعهدات استثمارية تصل قيمتها إلى 10 تريليونات ين (68 مليار دولار) من رئيس الوزراء الياباني شينغرو إيشيبا.

تندرج هذه الاستثمارات ضمن اتفاق أوسع للأمن الاقتصادي يشمل التعاون في مجالات أشباه الموصلات والمعادن شديدة الأهمية والذكاء الاصطناعي. كما أطلق الجانبان مبادرات جديدة لدعم الشركات الناشئة وتعزيز الشراكة في مجالي الطاقة النظيفة والفضاء.

الأكثر قراءة