هبوط أسعار الشحن الفوري من آسيا إلى أمريكا 60 % منذ ذروة يونيو

هبوط أسعار الشحن الفوري من آسيا إلى أمريكا 60 % منذ ذروة يونيو
يتوقع المحللون استمرار الأسعار في الانخفاض خلال أغسطس لتصل إلى 2000 دولار للحاوية الواحدة "سعة 40 قدما".

من المتوقع أن يتباطأ نشاط الشحن بين الصين والولايات المتحدة خلال الربع الثالث، الذي يشهد عادةً نشاطًا كثيفًا، حيث يستعد تجار التجزئة لموسمي العودة إلى المدارس والتسوق في العطلات.

انخفضت أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2023 وفقا لصحيفة "نيكاي آسيا". وانخفض متوسط سعر الشحن الفوري من آسيا إلى الساحل الغربي لأمريكا بنحو 60% منذ ذروة السوق في 5 يونيو، عندما سارعت الشركات والتجار لتقديم طلبات الشراء بعد توصل واشنطن وبكين إلى هدنة الرسوم الجمركية.

لكن الطلب بدأ يتراجع، ويتوقع المحللون أن تستمر الأسعار في الانخفاض خلال أغسطس، لتصل إلى نحو 2000 دولار للحاوية الواحدة (سعة 40 قدماً)، مقابل أكثر من 5500 دولار قبل شهرين فقط.

وبدأت بعض شركات الشحن في تقليص خدماتها عبر المحيط الهادئ واتجهت نحو خطوط التجارة الآسيوية الداخلية، في حين قلصت أخرى رحلاتها أو حتى إلغائها على المسارات بين آسيا والولايات المتحدة، بحسب شركة "ديميركو".

أدت سياسات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى موجة من عمليات الشراء المسبق، حيث سارعت الشركات إلى تجنب وطأة الرسوم. وقد تراكمت مخزونات كبيرة لدى تجار التجزئة في وقت سابق من هذا العام، تحسبًا لإعلان ترمب فرض رسوم جمركية "متبادلة" على معظم شركائه التجاريين تقريبًا في أبريل.

أسفر هذا التصعيد عن حرب تجارية متبادلة مع الصين، بلغت خلالها الرسوم الأمريكية 145%، قبل أن يتم التوصل إلى هدنة خفّضت الرسوم إلى 30% حتى 12 أغسطس.

أتاحت هذه الهدنة فترة مؤقتة لإتمام طلبات إضافية للسلع الموسمية مثل الحقائب المدرسية والألعاب ومنتجات موسم الأعياد. لكن بحسب إميلي ستاوسبول، كبيرة محللي الشحن في شركة زينيتا، فإن "الذروة الموسمية للربع الثالث قد تقدم وقتها بسبب الطلب المسبق، ولا يتوقع حدوث انتعاش كبير في الطلب لبقية العام".

صرح ريك وولدنبرج، الرئيس التنفيذي لشركة الألعاب التعليمية "ليرنينج ريسورسز"، بأن شحنات منتجاته من الصين، ودول أخرى من آسيا، لهذا الربع ستكون أقل من السنوات السابقة، بسبب الطلبات التي قدمها بعد توقف رفع الرسوم الجمركية الصينية لـ90 يومًا في مايو.

وأضاف أن "الغموض في سلوك المستهلكين والقواعد التجارية دفعهم إلى تقليل عدد أنواع المنتجات التي تُصنّع وتُشحن إلى الولايات المتحدة".

تظهر أحدث البيانات تراجع مبيعات التجزئة في يونيو للمرة الأولى منذ فبراير، ما يعكس حالة حذر لدى المستهلكين الأمريكيين. ووفقًا لوولدنبرج، فإن الشركة بدأت بالفعل في محاولة نقل الإنتاج إلى دول مثل فيتنام والهند، لكن الرسوم الجديدة على هذه الدول قد تعوق خططها.

من جهته، قال جين سيروكا، المدير التنفيذي لميناء لوس أنجلوس، "إن واردات البضائع ربما بلغت ذروتها في يوليو". كما خفضت وكالة "فيتش" توقعاتها لقطاع الشحن العالمي لعام 2025 من "محايد" إلى "متدهور"، مستشهدة بتراجع الطلب واستئناف الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.

وصرّح وولفجانج ليهماتشر، مؤسس "شبكة ابتكار سلاسل الإمداد" ومستشار للشركات متعددة الجنسيات والجمعيات الصناعية ومعاهد الأبحاث حول العالم، أن "قطاع الشحن العالمي يواجه نصف عام صعباً، وربما بداية بطيئة لعام 2026".

واتفق روبرت خاتشاتريان، المدير التنفيذي لشركة فريت رايت، على أن الطلب لن يتحسن هذا العام، قائلاً: "لقد دخلنا مرحلة أصبح التعافي فيها شبه مستحيل، بسبب ضيق الوقت المتبقي قبل موسم الجمعة السوداء".

أظهرت بيانات رسمية صينية تراجع الطلبات الجديدة للمصانع منذ أبريل. وصرح أليكس هولمز، المدير الإقليمي لآسيا في وحدة استخبارات الإيكونوميست، بأنه مع تراجع وتيرة الطلب المسبق، ستشهد الصين وبقية دول المنطقة مزيدًا من الضغط على نمو التجارة. وأضاف: "نتوقع أن يكون نمو الصادرات في آسيا ضعيفًا للغاية بحلول أواخر عام 2025 وحتى عام 2026".

الأكثر قراءة