التغير المناخي .. حقيقة أم فرضية؟

لطالما أثار موضوع التغير المناخي جدلا واسعا بين العلماء، وصناع القرار، والنخب من المختصين، وتزايدت وتيرته في العقود الأخيرة، خصوصا مع تكرار الظواهر المناخية المتطرفة وارتفاع درجات الحرارة. فهل التغير المناخي حقيقة علمية مؤكدة، أم مجرد فرضية مبالغ فيها ومستغلة سياسيا واقتصاديا؟.
يذهب المؤيدون أنها حقيقة، وأن الأدلة العلمية على وجود التغير المناخي أصبحت اليوم أقوى من أي وقت مضى.
وتشير تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى أن درجة حرارة الأرض ارتفعت بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ أواخر القرن الـ19، نتيجة مباشرة لزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري، وعلى رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون (CO₂) والميثان.
من مظاهر التغير المناخي التي يدعمون بها رأيهم هو ذوبان الجليد في القطبين، وارتفاع مستويات سطح البحر، وتكرار موجات الجفاف والفيضانات والعواصف الشديدة.الجدير بالذكر أن المؤيدين يؤكدون أن النظم البيئية تشهد اختلالا واضحا، يهدد التوازن الطبيعي ويؤثر في التنوع البيولوجي، ناهيك عن التداعيات الاقتصادية والصحية على المجتمعات، خصوصا في الدول الفقيرة أو المعرضة للكوارث الطبيعية.
الجدير بالتنويه، أن هناك بعض الأصوات لا يمكن تجاهلها كونها ذات ثقل علمي تشكك في حقيقة التغير المناخي، معتبرين أنه ظاهرة طبيعية تمر بها الأرض كل عدة قرون، أو أن تأثير الإنسان فيها محدود. يستند هؤلاء إلى دراسات أقلية أو إلى فترات تاريخية شهدت تغيرا مناخيا دون تدخل بشري.
لكن في المقابل يرى المؤيدون إن المنهج العلمي لا يبنى على الاستثناءات، بل على الإجماع العلمي، الذي بات اليوم شبه كامل بين علماء المناخ بحسب زعمهم على أن التغير المناخي الحالي غير مسبوق من حيث السرعة والشدة، وأن النشاط الإنساني هو العامل الرئيس فيه.
في المقال المقبل، سأسلط الضوء على الركائز التي يستند عليها مناهضي التغير المناخي، وفي اعتقادي أن هذه الخطوة مهمة للوقوف على الرأيين بحيادية لنصل إلى رأي عادل ومتجرد.

مختص في شؤون الطاقة

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي