ماليزيا تدرس حظر السجائر الإلكترونية بفعل أضرارها .. المبيعات 823 مليون دولار

ماليزيا تدرس حظر السجائر الإلكترونية بفعل أضرارها .. المبيعات 823 مليون دولار
أب

تنتشر في أوساط ماليزيا قصص مروعة عن الأضرار التي تسببها السجائر الإلكترونية، وأبرزها تلف الرئتين.

يتهم الماليزيون الحكومة بالمماطلة في فرض حظر شامل على السجائر الإلكترونية، في ظل تزايد الأدلة على أضرارها الصحية، ولا سيما بين الشباب، ما يثير قلق الرأي العام.

أعلن وزير الصحة ذو الكفل أحمد، أن وزارته ستُكلف عدة جهات حكومية بإجراء دراسة مشتركة تشمل الوزارات المالية والتجارة الداخلية والدولية، قبل التوصية بحظر محتمل على مستوى البلاد على السجائر الإلكترونية، رغم أن 6 ولايات من أصل 13 ولاية في ماليزيا قد فرضت حظرها الخاص.

وصفت تعليقات ذو الكفل بأنها دليل آخر على التردد داخل الحكومة، التي تعرضت لانتقادات لترددها في التعامل مع صناعة السجائر الإلكترونية المربحة، بحسب ما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

يقول نقاد "إن قرار الحكومة بإزالة النيكوتين السائل من قائمة المواد السامة فتح الباب على مصراعيه أمام بيع هذه المنتجات بشكل غير منظم للقاصرين، حتى مع تردد ماليزيا في فرض حظر على منتجات التبغ".

أفاد أحد أولياء أمور أن أجهزة الفيب الصغيرة، التي يسهل إخفاؤها، بدأت تجد طريقها إلى الفصول الدراسية، ما أثار قلقا متزايدا بشأن انتشارها بين الطلاب.

وقال بعض أولياء الأمور "إنهم يضطرون لتفتيش أغراض أطفالهم بشكل منتظم للتأكد من عدم حيازتهم لها"، في حين حذرت المدارس من أن بعض التلاميذ يستخدمونها بين الحصص، مطالبين بفرض حظر شامل عليها.

في حديثه أمام البرلمان يوم الإثنين، أقر ذو الكفل بأن القوانين الحالية فشلت في الحد من انتشار استخدام السجائر الإلكترونية، وقال "إن الحكومة تدرس فرض حظر كامل".

أشار الوزير إلى توجه وزارة الصحة نحو فرض حظر كامل على بيع السجائر الإلكترونية واستخدامها للحد من هذه المشكلة بشكل أكثر فاعلية وشمولية، "ومع ذلك، يجب تنفيذ هذا الحظر بحذر".

أضاف، أن "أي خطوة من هذا القبيل ستحتاج إلى تقييم شامل لتداعياتها القانونية، إضافة إلى تأثيرها في إيرادات الحكومة".

وارتفعت قيمة مبيعات التجزئة في هذا القطاع 53% بين 2019 و2023، إذ ارتفعت من 2.27 مليار رينجيت إلى ما يُقدر بنحو 3.48 مليار رينجيت (823 مليون دولار)، بحسب بيانات الصناعة الصادرة عن غرفة تجارة السجائر الإلكترونية الماليزية.

وفي الوقت نفسه، يستعد نظام الرعاية الصحية في ماليزيا لتحمل تكاليف سنوية تصل إلى 82 مليون دولار بحلول 2030 لعلاج أمراض الرئة المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية، وفقا لما ذكره ذو الكفل للبرلمان.

يتزايد الإحباط بين العامة، الذين يشككون في الحاجة إلى دراسة الأمر، حيث دعا كثيرون إلى حظر فوري.

كان المشرعون الماليزيون قد اقترحوا في وقت سابق مشروع قانون يحظر بيع التبغ لأي شخص ولد بعد 2007، بهدف التخلص التدريجي من التدخين للأجيال القادمة دون تأثر المدخنين البالغين الحاليين.

لكن مشروع القانون سُحب فجأة من النقاش البرلماني في نوفمبر 2023 بعد مقاومة من جماعات مؤيدة للتدخين ومخاوف بشأن الحقوق الدستورية.

بينما تواصل السلطات الفيدرالية مناقشاتها، فرضت بعض الحكومات حظرا خاصا على بيع السجائر الإلكترونية.

إلى جانب مخاطر الجهاز التنفسي، يقول قادة الولايات "إن إجراءاتهم مدفوعة أيضا بالعلاقة المتزايدة بين استخدام السجائر الإلكترونية وتعاطي المخدرات الاصطناعية، بما في ذلك بين القاصرين".

في يونيو، ألقت الشرطة الماليزية القبض على 3 رجال سنغافوريين في كوالالمبور، وصادرت سائلا للسجائر الإلكترونية مخلوطا بالكوكايين بقيمة 1.7 مليون دولار كان مُعدا للتصدير، ما يسلط الضوء على بروز البلاد كمركز لتوزيع المخدرات من خلال السجائر الإلكترونية.

ازداد القلق العام في مايو عندما انتشر خبر وفاة رجل يبلغ من العمر 44 عاما على نطاق واسع بعد أن شاركت عائلته تحذيرا كتبه بشأن مخاطر استخدام السجائر الإلكترونية.

قال على مواقع التواصل الاجتماعي: "كنت أستخدم السجائر الإلكترونية بكثرة لدرجة أنني كنتُ أمسكها بيد والأخرى على مقود الدراجة النارية".

ووصف تدهور حالته الصحية، حيث احتاج إلى علاج بالأكسجين وجراحة لتصريف السوائل والقيح من رئتيه، ثم وجه نصيحة للشباب قائلا: "إلى جيل الشباب، توقفوا عن استخدام السجائر الإلكترونية. لا يزال أمامكم وقت وأمل".

الأكثر قراءة