صعود الأسهم الآسيوية يثير تفاؤلا حذرا بسبب "ارتفاع التقييمات"
مع تسجيلها أداء مشجعا يثير التفاؤل خلال الأشهر الماضية، على الرغم من نذر الحرب التجارية في تلك الفترة، يراقب محللون من كثب تقييمات الأسهم الآسيوية.
يرى توماس بولاويك، رئيس حلول الأصول المتعددة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة "تي.رو برايس" في سنغافورة أن تقييمات الأسهم في الأسواق "عادت لتعكس توقعات متفائلة للغاية، رغم أن المخاطر السلبية ما زالت قائمة"، بحسب ما نقلته عنه صحيفة "نيكي آسيا".
لكن هذا التفاؤل لا يمنع الحذر "حال خيبت الآمال"، وفقا لبولاويك، الذي قال إنه نفسه ما زال حذرا بشأن هذه الأسهم "نظرا لارتفاع التقييمات واحتمال تباطؤ النمو الاقتصادي ونمو الأرباح"، في الوقت الذي يتبنى فيه موقفًا محايدا تجاه الأسهم الآسيوية.
يحذّر بعض الاقتصاديين في الوقت ذاته من أن عمليات التصدير المسبق دعمت صادرات آسيا، لكنها قد تفقد الزخم مع تباطؤ التجارة بسبب رسوم ترمب الجمركية.
وتشهد الأسهم الآسيوية انتعاشا قويا، بدعم من التحفيز المالي، وتيسير السياسة النقدية في معظم الدول، إضافة إلى حماس المستثمرين للذكاء الاصطناعي.
الأسهم الآسيوية تقود الارتفاعات
بحسب "نيكي آسيا"، فقد ارتفع مؤشر "كوسبي" القياسي في كوريا الجنوبية بنحو 28% منذ أن أعلن ترمب جولته الأولى من الرسوم الجمركية "المتبادلة" في أبريل الماضي، في حين حل المؤشر "في إن" الفيتنامي ثانيا بارتفاع بلغ نحو 18%.
جاء مؤشر "جيه.إس.إكس" المركب في إندونيسيا في المرتبة الثالثة بنحو 17%، وفقا لشركة "كويك" التابعة لـ "نيكاي آسيا".
خارج القارة الآسيوية، ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنحو 13% خلال الفترة نفسها، مسجلا خامس إغلاق قياسي على التوالي يوم الجمعة الماضي.
رغم التفاؤل السائد، تشهد أسواق السندات تراجعا حادا بسبب مخاوف تتعلق بالاستقرار المالي. حيث بلغ عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات أعلى مستوى منذ 17 عاما يوم الأربعاء، مع توقعات باتجاه البلاد نحو سياسة توسع بعد خسارة الائتلاف الحاكم في انتخابات مجلس المستشارين.
وجرت العادة على أن تتحرك عوائد السندات في اتجاه عكسي مقارنة بالأسعار.
الأسهم المعتمدة على الطلب المحلي تحظى بأفضلية
ترى شركة "بي.إن.بي باريبا" للأوراق المالية أن الأسواق "قد تستهين بمدى تأثير التوترات التجارية المتزايدة وضررها على صادرات المنطقة الآسيوية، سواء على مستوى الدول أو الشركات"، وفقا لما ذكرته في تقرير الأسبوع الماضي.
يؤكد تقرير الشركة أنها تُفضّل الأسهم الصينية والهندية، التي تعتمد أكثر على الطلب المحلي، على نظيراتها اليابانية والكورية الجنوبية والتايوانية.
لكن في الوقت ذاته، فإن مخاوف المستثمرين بشأن الحرب التجارية الأمريكية "تتلاشى بسرعة"، وفقا لاستطلاع شهري نشره "بنك أوف أمريكا" في 15 يوليو الجاري، وشمل نحو 100 مدير صندوق استثمار في آسيا.
بحسب الاستطلاع، فإن 7 من بين كل 10 مشاركين يرون أن التأثير المحتمل في الاقتصادات والأسواق الآسيوية "سلبي قليلا"، وهذه القراءة هي الأكثر تفاؤلا منذ ديسمبر الماضي.
يرى وي خون تشونج، كبير إستراتيجيي الأسواق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك "بي.إن.واي" في هونج كونج أن الأسهم الآسيوية "تشهد نشاطا مفرطا"، حيث دخلت مؤشرات رئيسية في كوريا الجنوبية وسنغافورة والصين "منطقة تشبع شرائي من الناحية الفنية".
ويقول تشونج "إن الأسهم الآسيوية شهدت أداء قويا، بدعم من تقدّم مفاوضات الرسوم، وإن من المرجح استمرار هذا الزخم الإيجابي على الرغم من بعض المخاطر".
كذلك، يعتقد مستثمرون أن أي توتر جراء الرسوم الجمركية سيكون عابرا. وبدأ مستثمرون أجانب العودة إلى الأسواق الآسيوية بعد خروج كبير في الربع الأول.