الأسهم الآسيوية تتراجع لليوم الثالث مع تلاشي زخم الاتفاقات التجارية

الأسهم الآسيوية تتراجع لليوم الثالث مع تلاشي زخم الاتفاقات التجارية

تراجعت الأسهم الآسيوية لليوم الثالث على التوالي مع تلاشي الزخم الناتج عن اتفاقات التجارة الأخيرة، في وقت واصل المستثمرون توخّي الحذر في أسبوع مزدحم بالبيانات الاقتصادية وإعلانات أرباح الشركات.

انخفض مؤشر "إم إس سي آي" لآسيا والمحيط الهادئ 0.9%، بقيادة الأسهم في هونج كونج، واستقر الدولار اليوم الثلاثاء بعد أن سجل أكبر ارتفاع له منذ مايو في الجلسة السابقة، وارتفعت أسعار سندات الخزانة مع تراجع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بما يقارب نقطة أساس واحدة ليصل إلى 4.40%.

جرى مزاد للسندات اليابانية لأجل عامين دون أي عقبات، حيث سجلت عملية البيع أقوى طلب منذ أكتوبر، مدفوعة بجاذبية العوائد التي اقتربت من أعلى مستوياتها منذ 2008.

يتلاشى التفاؤل الناتج عن اتفاقات الرسوم الجمركية الأخيرة، في وقت يحوّل فيه المستثمرون تركيزهم إلى مجموعة من المؤشرات الأساسية، من الوظائف والتضخم إلى النشاط الاقتصادي العام.

ستتركز الأنظار على قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي غدا الأربعاء، حيث من المتوقع أن يُبقي المسؤولون على أسعار الفائدة من دون تغيير، يليه صدور نتائج أرباح أربع من شركات التكنولوجيا العملاقة.

أوروبا تدافع عن الاتفاق وسط انتقادات

كبير المحللين في "إيه تي إف إكس غلوبال ماركتس" نك تويديل قال "ينتقل التركيز هذا الأسبوع بالكامل إلى البيانات الأمريكية، وإلى الفيدرالي بدرجة أقل"، مضيفا "الآن وقد أصبحت الصورة أوضح بشأن الرسوم الجمركية، قد نشهد تعديلات، على الأرجح نحو الهبوط، بينما يحلل المحللون ما يعنيه تنفيذ الاتفاقات بالنسبة لمختلف الأطراف".

دافعت العواصم الأوروبية عن الاتفاق التجاري المبرم مع ترمب، في حين حذر مسؤولون في قطاع الصناعة في ألمانيا من أن الاتفاق يترك صناعة السيارات مكشوفة، ويجعل الشركات الأوروبية أقل قدرة على المنافسة، وقال وزير التجارة الخارجية الهولندي إن الاتفاق "ليس مثالياً"، ودعا المفوضية إلى مواصلة المفاوضات مع أمريكا.

انخفضت الأسهم الأوروبية أمس الإثنين، أما اليورو فقد بقي من دون تغيير يُذكر اليوم الثلاثاء بعد أن سجل أكبر تراجع له منذ أكثر من شهرين في الجلسة السابقة.

مفاوضات أمريكية صينية في ستوكهولم

في غضون ذلك، أنهى المسؤولون الأمريكيون والصينيون اليوم الأول من محادثات تستمر يومين وتهدف إلى تمديد هدنة الرسوم الجمركية إلى ما بعد منتصف أغسطس، والتوصل إلى سبل للحفاظ على العلاقات التجارية مع ضمان الأمن الاقتصادي.

إستراتيجي الأبحاث في مجموعة "بيبرستون" ديلين وو قال "أصبحت ردود فعل السوق على الاتفاقات التجارية أكثر عقلانية، لا سيما وسط التقلبات الأخيرة في توقعات خفض الفائدة"، مضيفا "يركز المستثمرون الآن بشكل أكبر على 'البيانات الصلبة' للتحقق من التوقعات الاقتصادية والسياسات، بدلا من المبالغة في تفسير الاتفاقات التجارية".

يعد قرار الفائدة الصادر عن الفيدرالي هذا الأسبوع الحدث الأبرز للأسواق، كما يعقد بنك اليابان اجتماعا لاتخاذ قراره بشأن السياسة النقدية، ومن المقرر أن يجتمع رئيس الفيدرالي جيروم باول وزملاؤه في غرفة اجتماعات البنك المركزي لمدة يومين بدءا من اليوم الثلاثاء، لمناقشة أسعار الفائدة، في وقت تشهد فيه السياسة النقدية ضغوطاً سياسية شديدة، وسط تغيرات في سياسات التجارة، وتقاطعات اقتصادية معقدة.

في خطوة نادرة، سيتزامن اجتماع صناع السياسة مع إصدار الحكومة لتقارير تتعلق بالناتج المحلي الإجمالي والتوظيف ومؤشرات الأسعار المفضلة لمجلس الاحتياطي. ويتوقع المراقبون أن تُظهر هذه الدفعة الكبيرة من البيانات، أن النشاط الاقتصادي تعافى في الربع الثاني.

مدير محفظة لتخصيص الأصول في آسيا لدى "مانولايف الاستثمارية" مارك فرانكلين قال لبلومبرغ "من الواضح أن الفيدرالي أصبح يعتمد على البيانات، لذا نحن فعليا ننتقل من نقطة بيانات إلى أخرى"، مضيفا "التركيز سيكون على تقرير الوظائف غير الزراعية"، مشيرا إلى أنه قد يكون حاسما للغاية في تحديد قرارات السياسة على المدى القصير.

الأكثر قراءة