التضخم الأمريكي يتجه للتسارع مع تمرير رسوم ترمب للمستهلكين
بعد أشهر من استقرار نسبي في معدلات التضخم، يُتوقّع أن تُظهر بيانات أسعار المستهلكين الأمريكية المرتقبة هذا الأسبوع تسارعاً في وتيرة ارتفاع الأسعار خلال يونيو، وذلك مع بدء الشركات تمرير الزيادة في تكاليف البضائع المستوردة -الناتجة عن رسوم الرئيس دونالد ترمب الجمركية- إلى المستهلكين.
رجّح استطلاع أجرته بلومبرغ لآراء الاقتصاديين ارتفاع أسعار السلع والخدمات -باستثناء الغذاء والطاقة ذات الأسعار المتقلبة- بنسبة 0.3% خلال يونيو، مسجّلاً بذلك أقوى وتيرة صعود منذ 5 أشهر، مقارنة بزيادة بلغت 0.1% في مايو.
أقوى تسارع للتضخم الأمريكي في 5 أشهر
يُتوقّع أن يشهد مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يُعتبر مقياساً أدق للتضخم الأساسي، أول تسارع سنوي له منذ يناير، ليبلغ 2.9%.
ورغم أن التقرير المنتظر صدوره يوم الثلاثاء يُرجّح أن يُظهر تمريراً محدوداً للرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة، إلا أن العديد من الاقتصاديين يتوقّعون تسارع التضخم بشكل تدريجي خلال ما تبقى من العام. في المقابل، يتردد عدد كبير من التجّار في رفع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين الذين باتوا أكثر تحفظاً في إنفاقهم وسط مؤشرات تباطؤ في سوق العمل، ما يبرز معادلة دقيقة وحساسة في ديناميكيات السوق.
وعلى صعيد موازٍ، من المتوقع أن تُظهر أرقام مبيعات التجزئة المنتظر صدورها يوم الخميس زيادة متواضعة في يونيو بعد شهرين من التراجع. وستساعد تفاصيل البيانات، التي تبرز بشكل أساسي الإنفاق على السلع، الاقتصاديين على تعزيز تقديراتهم لنمو الاقتصاد في الربع الثاني.
ورغم أن طلب المستهلكين تباطأ بالتزامن مع ضعف سوق العمل، فإن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي امتنعوا عن خفض أسعار الفائدة بسبب مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية المرتفعة في النهاية إلى تسارع التضخم. ويُنتظر أن عقد صانعو السياسات النقدية اجتماعهم المقبل يومي 29 و30 يوليو.
رأي خبراء بلومبرغ إيكونوميكس:
"نعتقد أن هيكل زيادات الأسعار سيشبه تقرير مايو بشكل كبير، ليُظهر تمريراً محدوداً للرسوم الجمركية في فئات السلع للمستهلكين، وهو ما سيقابله على الناحية الأخرى استمرار الضعف في فئة الخدمات. على أن تُظهر بيانات الأسعار المجمعة صورة مختلطة، مع ارتفاع في فئات مثل الأجهزة الكهربائية والأثاث، مقابل تراجعات في تذاكر الطيران والسيارات المستعملة"، بحسب إستل أو، وستيوارت بول، وإليزا وينغر، وكريس جي كولينز خبراء بلومبرغ إيكونوميكس.
وبجانب صدور تقرير "بيج بوك" الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، وهو عبارة عن استبيان حول الأوضاع الاقتصادية الإقليمية، سيتابع المستثمرون خلال الأسبوع تصريحات عدد من مسؤولي البنك المركزي الأمريكي، من بينهم كريستوفر والر، وأدريانا كوغلر، وليزا كوك.