وصول سهم "سابك" لأسعار 2009 يدفع بعقد خيار البيع للارتفاع 620 % منذ بداية العام
شهد سهم "سابك"، أحد أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، تراجعا حادا خلال العام الجاري، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 2009، مسجلا خسائر تجاوزت 18% منذ بداية العام.
في المقابل، لفت الأنظار ارتفاع قيمة أحد عقود خيار البيع "Put Option" المرتبطة بسهم سابك بسعر تنفيذ 65 ريالا وتاريخ استحقاق 19 يونيو بنسبة تتجاوز 620% منذ بداية العام، بحسب بيانات "تداول".
هذا التحرك الكبير يثير تساؤلا: هل تمثل عقود الخيارات فرصة استثمارية؟ أم أنها أداة محفوفة بالمخاطر لا تناسب سوى المحترفين؟
ما عقود الخيارات للأسهم المفردة؟
عقد الخيار هو اتفاق يمنح المشتري الحق - دون إلزام - في شراء أو بيع أصل معين مثل سهم شركة، بسعر محدد وخلال فترة زمنية معينة. وعندما يكون العقد مرتبطا بسهم شركة واحدة فقط مثل "سابك"، يعرف باسم "خيار للأسهم المفردة".
في السعودية، بدأ تداول هذه العقود في 2023 ضمن جهود تطوير سوق المشتقات. ويمثل كل عقد 100 سهم من السهم الأساسي، ما يتيح للمستثمرين أدوات إضافية للتحوط أو المضاربة دون الحاجة إلى امتلاك السهم نفسه.
مزايا عقود الخيارات؟
من بين مزايا تلك العقود التحوط من الخسائر، فإذا كنت تمتلك سهما وتخشى انخفاض سعره، يمكنك شراء خيار بيع "Put" الذي يتيح لك بيعه بسعر ثابت حتى وإن تراجع في السوق، ما يخفف الخسائر أو يعوض جزءا منها.
كما يمكن الاستفادة من انخفاض الأسعار حتى من دون امتلاك السهم، إذ يمكن للمستثمر شراء خيار بيع بهدف الربح من هبوط السهم.
وكلما انخفض السعر، زادت قيمة العقد. وبدلا من شراء 100 سهم فعليا، يمكن الدخول عبر عقد خيار بقيمة منخفضة "عربون"، ما يمنحك تعرضا كبيرا للسهم مقابل مبلغ صغير نسبيا. وذلك يجعل التحركات الصغيرة في سعر السهم تحقق أرباحا كبيرة للمضارب لكنها في الوقت نفسه تضاعف الخسائر المحتملة.
مخاطر المشتقات
رغم جاذبية العقود، إلا أنها ليست أدوات سهلة للمستثمر غير المحترف، إذ تتضمن مخاطر يجب إدراكها، حيث تتآكل القيمة مع مرور الوقت، فمع اقتراب تاريخ انتهاء العقد، تفقد العقود قيمتها ما لم يتحرك السهم بالاتجاه المتوقع.
كما أن الزمن هنا ليس في صفك، فإذا انتهت مدة العقد دون أن يتحقق السيناريو المتوقع، يخسر المستثمر قيمة القسط "العربون" المدفوع بالكامل.
لم تنفذ أي صفقة على عقود الخيارات في السوق السعودية خلال الشهر الماضي وفق بيانات "تداول" ولا توجد حاليا أي مراكز مفتوحة. وهذا يعني أن المستثمر قد لا يجد طرفا آخر لبيع أو شراء العقد، ما يزيد من صعوبة الخروج من الصفقة.
وهذا يعزز من أهمية وجود صانع للسوق وإيجاد حلول لتوفير السيولة. كما أن حيازة عقد خيار لا تمنح المستثمر حق التصويت في الجمعية العمومية أو الحصول على أرباح، بخلاف امتلاك السهم مباشرة.
ويخلط بعض المستثمرين بين استخدام الخيار كأداة للتحوط من المخاطر، وبين استخدامها للمضاربة، ما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات استثمارية مرتفعة المخاطر دون إدراك كاف.
وعقود الخيارات قد تكون فرصة للمستثمر الباحث عن أدوات تحوط فعالة أو مضاربة محسوبة. لكنها في الوقت نفسه قد تتحول إلى أداة مدمرة إذا أسيء استخدامها أو تم الدخول فيها بدافع الطمع دون معرفة كافية.
ومن المهم أن يتعلم المستثمر أولا، ثم يجرب بمبالغ صغيرة، وعدم الدخول في عقد خيار إلا إذا كان مدركا تماما السيناريوهات الثلاثة الربح، والخسارة، وانعدام التسييل.
في الأسواق المتقدمة، أظهرت ورقة بحثية بعنوان "أدلة جديدة حول أداء صفقات العملاء في عقود الخيارات" نشرها معهد الخيارات التابع لبورصة Cboe الأمريكية في أبريل، أن صفقات المستثمرين الأفراد حققت صافي ربح يومي بلغ في المتوسط نحو مليوني دولار خلال الفترة من يناير 2020 إلى يونيو 2021، مدفوعة بشكل أساسي بصفقات شراء عقود الشراء "Call" وبيع عقود البيع "Put"، تزامنا مع موجة صعود قوية في الأسواق.