الصين تدعو دول الخليج وآسيان إلى إنشاء "سوق كبيرة" مشتركة
دعا رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ دول جنوب شرق آسيا ودول الخليج إلى تعزيز التعاون الإقليمي، في وقت تكثف فيه بكين مساعيها الدبلوماسية لمواجهة الجهود الأمريكية الرامية إلى عزل اقتصادها.
قال لي خلال قمة مشتركة عقدت الثلاثاء في كوالالمبور، جمعت قادة من جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط: "علينا توسيع الانفتاح الإقليمي بشكل حازم وتطوير سوق كبيرة. ينبغي إدارة الخلافات بروح التفاهم المتبادل".
تُمثل هذه القمة الأولى من نوعها فرصة جديدة للصين للتقرب من دول على خط المنتصف بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، حيث جاءت زيارة لي إلى المنطقة بعد جولة قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ الشهر الماضي، دعا خلالها إلى لم شمل "العائلة الآسيوية" في إشارة ضمنية لمواجهة محاولات واشنطن لعزل الصين.
وأضاف لي: "رغم أن دولنا تمر بمراحل تنموية مختلفة، لا ينبغي أن تشكل هذه الفوارق عائقاً أمام التعاون، بل يجب تحويلها إلى قوة تكاملية يمكن استغلالها".
حرب النفوذ بين أمريكا والصين
تعرضت دول جنوب شرق آسيا لرسوم جمركية أمريكية حادة في وقت سابق من هذا العام، مع اتهام واشنطن لها بالمساعدة في إعادة تصدير بضائع صينية رخيصة إلى السوق الأمريكية. كما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للحد من استخدام شركات بناء مراكز البيانات في هذه الدول لمعدات الذكاء الاصطناعي الصينية.
خلال زيارة ترمب السريعة إلى الخليج هذا الشهر، أعلنت الولايات المتحدة عن صفقات لتوريد عشرات الآلاف، وربما ما يصل إلى مليون، من رقائق "إنفيديا" و"إيه إم دي" المتقدمة إلى الإمارات والسعودية.
اختار كل من شي ولي زيارة ماليزيا، في إشارة إلى الأهمية المتزايدة لهذا البلد بالنسبة لبكين. وفي كلمته الافتتاحية بالقمة، أشار رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم إلى أن الناتج المحلي الإجمالي المشترك للدول المشاركة يبلغ 24 تريليون دولار، مؤكداً على أهمية الوحدة الإقليمية.
وقال أنور: "هذا الحجم الجماعي يوفر فرصاً هائلة لتكامل الأسواق وتعميق الابتكار وتعزيز الاستثمار عبر المناطق المختلفة".
ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة
من جهتها، تتعرض ماليزيا لضغوط أمريكية متزايدة هذا العام للتشديد على عمليات إعادة تصدير أشباه الموصلات إلى الصين، كما تحقق السلطات في قضية منظورة في محكمة بسنغافورة، متهم فيها ثلاثة رجال بالاحتيال لإخفاء هوية المشتري النهائي لخوادم ذكاء اصطناعي يُشتبه في احتوائها على رقائق "إنفيديا" المحظورة على الصين.
كان لي قد زار إندونيسيا قبل وصوله إلى ماليزيا، حيث التقى الرئيس برابوو سوبيانتو، ودعا إلى تعزيز التعاون المشترك في ظل تصاعد الحمائية التجارية. وقد وقّعت البنوك المركزية للبلدين مذكرة تفاهم بشأن معاملات ثنائية بالعملات المحلية، فيما وقعت الصناديق السيادية الصينية والإندونيسية اتفاقاً استثمارياً جديداً.