الذهب يتفوق على البيتكوين في 2025 .. ملاذ آمن يواجه أصلا مضاربيا
تشترك عملة البيتكوين والذهب في كثير من الأشياء. فكلاهما يقع على خط فاصل بين الأصول والعملات، والمعروض المحدود منهما - الذي لا يخضع لسيطرة الحكومات - يجذب المستثمرين الباحثين عن ملاذ من نوبات التضخم.
ومع ذلك، تباعدت حظوظهما في الآونة الأخيرة. انخفض سعر البيتكوين 24% منذ بلوغه مستوى قياسيا تجاوز 109 آلاف دولار في 20 يناير - تاريخ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، المؤيد للعملات المشفرة، منصبه. في المقابل، استمر الذهب في الارتفاع وكسب نحو 8% في الفترة نفسها.
وفقا لـ"ماركت ووتش"، هذا التباين يسلط الضوء على عوامل عدة تحرك أسعار الأصلين. والأمر المهم أن هذا يشير إلى أن المستثمرين الباحثين عن مخزن للقيمة، أو حتى استثمار بديل غير مرتبط بسوق الأسهم، ربما يكونون أفضل حالًا مع الذهب مقارنة بالبيتكوين.
وصف إريك والرشتاين، كبير إستراتيجيي الأسواق في شركة يارديني للأبحاث، الذهب بأنه ملاذ آمن، وتوقع أن يصل سعره إلى 4 آلاف دولار بنهاية العقد الحالي، لكن الأمر مختلف بالنسبة للبيتكوين. قال: "ربما يكون هناك بعض الأشخاص الذين يقولون لأنفسهم إنهم يشترون البيتكوين باعتباره تحوطا طويل الأجل ضد التضخم الأمريكي أو النظام المالي، لكن البيتكوين في الواقع أصل مضاربي للغاية" - في السنوات الأخيرة بلغ تقلب سعرها السنوي نحو 50%، مقارنة بنحو 15% للذهب. برزت هوية البيتكوين بوصفها أصلا محفوفا بالمخاطر، حين تعثرت أيضًا أسهم النمو ذات الأسماء الكبيرة جنبًا إلى جنب مع العملة الرقمية التي جرى تداولها عند 84525 دولارًا يوم الجمعة.
قد يكون قرار ترمب بإطلاق عملة تحمل اسمه أحد الأسباب وراء تلاشي حماس المستثمرين، لكن القلق العام بشأن قطاع التكنولوجيا والاقتصاد الأوسع ربما يكون سببًا آخر. أدت مخاوف بشأن الوتيرة المحمومة للإنفاق على الذكاء الاصطناعي، والتعرفات الجمركية، وخفض ميزانية الحكومة، إضافة إلى أرقام معنويات المستهلكين الضعيفة، إلى تأجيج حالة عدم اليقين في سوق الأسهم.
مثلا، انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الكبيرة التي دفعت عائدات سوق الأسهم في العام الماضي، نحو 7% منذ يوم الانتخابات الأمريكية حتى بعد ظهر يوم الجمعة. معاناة البيتكوين الحالية ملحوظة بشكل خاص لأن الوقت الحالي، من الناحية النظرية، يجب أن يكون جيدا بالنسبة للعملة الرقمية، بعدما سجلت ارتفاعا كبيرا عقب فوز ترمب وسط وعود ببيئة تنظيمية ودية وربما حتى احتياطي إستراتيجي من البيتكوين.
كذلك يبدو أن الأصول الرقمية تكتسب قبولاً أوسع في مجتمع الاستثمار، مع بدء مزيد من مديري الأصول، بما في ذلك بلاك روك، في رعاية صناديق تداول البيتكوين المتداولة في البورصة. توترات السوق التي تضر بالبيتكوين تعني في الواقع أوقاتًا جيدة للذهب الذي استقر عند 2848.50 دولار يوم الجمعة، متراجعا 3.9% فقط عن مستوى قياسي بلغ 2963 دولارًا بداية الأسبوع الماضي.
في الواقع، الذهب في منتصف سوق صاعدة بدأت مع غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022. ولطالما شكلت المخاوف الجيوسياسية قوة دافعة للذهب. فقد أثار قرار الولايات المتحدة تجميد الأصول الروسية بعد أيام من غزو أوكرانيا، فزع البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم ودفعها إلى شراء الذهب.
في العام الماضي شكلت هذه البنوك نحو 20% من الطلب على الذهب – تقريبا ضعف مشترياتها في 2021. ويعني أسلوب حكم ترمب أن التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الحكومي من المرجح أن يستمرا، ما يدعم أسعار المعدن النفيس. فقط فكر في دراما التعرفات الجمركية مع كندا والمكسيك، أو طرد الموظفين الحكوميين وإعادة توظيفهم. الخلاصة، قد تكون البيتكوين أو لا تكون رهانًا حكيمًا على المدى الطويل، لكن الشواهد في 2025 تظهر أنها مدفوعة بشهية المستثمرين للمخاطرة – هذا يجعلها أشبه بأسهم النمو أكثر من كونها أصلًا بديلًا مثل الذهب.