ضباب الأعاصير وإضراب بوينج يحجب رؤية البيانات الاقتصادية
يمر الاقتصاد الأمريكي بفترة حساسة، تأتي خلالها إشارات متضاربة، حول ما إذا كان سوق العمل تواصل التقدم ببطء، أم أنها تتعثر، ما يجعل تقييم الأحداث المستقبلية أكثر صعوبة.
وفقا لموقع «أكسيوس» من المرجح أن تؤدي الضربة الثلاثية المتمثلة في إعصار هيلين، وإعصار ميلتون، وإضراب بوينج إلى انحراف البيانات الاقتصادية في الأسابيع المقبلة، الأمر الذي يجعل من الصعب تحليل المؤشرات المعتادة التي تظهر صحة الاقتصاد.
ومن المرجح أيضا أن يتراجع التوظيف، إلى جانب الإنتاج الصناعي وبعض مقاييس الإنفاق الاستهلاكي، بطرق لا تعكس المسار الأساسي للاقتصاد. كما يرجح أن نشهد ارتفاعا حادا في الناتج الاقتصادي مع عمليات إعادة البناء في الأرباع القليلة المقبلة، لأن إعادة بناء مبنى مدمر في حسابات إجمالي الناتج المحلي يعد أمرا إيجابيا.
ولكن من الصعب في لحظات كهذه أن نعرف إلى أي مدى يمكن أن نعزي أي ضعف واضح في البيانات إلى تأثيرات غير متكررة.
يقدر خبراء الاقتصاد في جولدمان ساكس، أن إضراب بوينج في طريقه إلى خصم 33 ألف وظيفة من نمو الوظائف في أكتوبر، وإعصار هيلين نحو 50 ألفا. هذا الأسبوع هو "الأسبوع المرجعي" لأرقام الوظائف في أكتوبر، ما يعني أن أي شخص لا يعمل في فلوريدا، بسبب إعصار ميلتون لن يتم احتسابه في كشوفات الموظفين.
قد تتأثر الأرقام لكل الأشخاص الذين لا يعملون مؤقتا، ومعدلات الاستجابة المنخفضة لاستطلاعات مكتب إحصاءات العمل، حيث ينشغل المسؤولون الذين يملؤونها عادة بالتعامل مع الأزمة.
"من المرجح أن تظهر أرقام الوظائف في أكتوبر نموا ثابتا أو سلبيا في إجمالي العمالة وزيادة في البطالة، ومن غير المرجح أن نحصل على نظرة واضحة لسلسلة البيانات الاقتصادية الرئيسة حتى أواخر 2024 أو أوائل 2025"، وفقا لمذكرة من جو بروسويلاس، كبير خبراء الاقتصاد لدى "آر إس إم".
بالعودة إلى الوراء، في أغسطس 2005، كان هناك حدث مماثل حين ضرب إعصار كاترينا نيو أورليانز، تلاه بعد فترة وجيزة إعصارا ريتا وويلما. وكان هناك أيضا إضراب للعاملين في بوينج استمر 28 يوما.
قال خبير الاقتصاد في الاحتياطي الفيدرالي آنذاك، ديفيد ستوكتون، في اجتماع السياسة في الأول من نوفمبر من ذلك العام: "نحن الآن في ضباب كثيف من البيانات يجعل من الصعب فصل الاتجاه الأساسي في الاقتصاد عن تأثير العواصف".
ما نتمناه، أن ينطبق هذا الجزء من تقييم ستوكتون للوضع في 2005 على الوضع في 2024. قال: "نشعر براحة متزايدة عند قول إن البيانات تدعم وجهة نظرنا السابقة بأن الاقتصاد سوف يحتفظ بزخمه هذا الخريف".
بالفعل، فقد كان نمو الوظائف على المستوى الوطني ضعيفا في سبتمبر وأكتوبر 2005، ولكنه انتعش في نوفمبر وأضاف 355 ألف وظيفة جديدة.