من الطاقة إلى «تيك توك» .. ما أبرز قضايا رحلة يلين إلى بكين ولماذا يثير تناولها الطعام الصيني ضجة؟
تعود جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية وفريقها إلى واشنطن بعد زيارة إلى بكين سعت من خلالها إلى معالجة المسائل الرئيسة بين البلدين، بداية من الطاقة مرورا بتيك توك وانتهاء بغسل الأموال.
وفي نهاية جولتها جذبت الوزيرة التي تعد من مشاهير عشاق الطعام الصيني بالفعل قدرا كبيرا من الاهتمام في المجتمع الصيني، بعد زيارة مثيرة إلى المطاعم الصينية، شكلت اتحادا صينيا - أمريكيا بشأن ما ستتناوله يلين خلال الزيارة، وذلك كما فعلت العام الماضي.
ومن أبرز النقاط التي ناقشتها يلين خلال زيارتها المهمة لبكين، هي قضية الممارسات التجارية غير العادلة، إذ قالت "إنها تريد الدخول في المحادثات بين الولايات المتحدة والصين لمعالجة شكوى كبيرة لإدارة بايدن مفادها أن النموذج الاقتصادي والممارسات التجارية لبكين تضع الشركات والعمال الأمريكيين في وضع تنافسي غير عادل، من خلال إنتاج منتجات الطاقة الشمسية المدعومة للغاية والسيارات الكهربائية والليثيوم".
وشجعت الإعانات الحكومية الصينية وغيرها من أشكال الدعم السياسي صانعي الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية في الصين على الاستثمار في المصانع، وبناء قدرة إنتاجية أكبر بكثير مما تستطيع السوق المحلية استيعابه، إنها تسمي هذه القدرة الزائدة.
وطوال أسبوع الاجتماعات، تحدثت عن المخاطر التي تأتي من احتفاظ دولة واحدة بجميع طاقتها الإنتاجية تقريبا في هذه الصناعات، والتهديد الذي تشكله على صناعات الدول الأخرى، وكيف يمكن أن يكون للزيادة السريعة الهائلة في الصادرات من دولة واحدة تأثيرات كبيرة في الاقتصاد العالمي.
وفي نهاية المطاف، اتفق الجانبان على إجراء "تبادلات مكثفة" بشأن النمو الاقتصادي الأكثر توازنا، وفقا لبيان أمريكي صدر بعد أن عقدت يلين وهي ليفنغ نائب رئيس الوزراء الصيني اجتماعات مطولة على مدار يومين في مدينة قوانغتشو الجنوبية. ولم يتضح على الفور الأمر متى وأين ستجرى المحادثات.
غسل الأموال والجرائم
بعد عدة جولات من الاجتماعات، اتفقت وزارة الخزانة الأمريكية والبنك المركزي الصيني على العمل معا لوقف غسل الأموال في أنظمتهما المالية.
تقريبا جميع السلائف الكيميائية اللازمة لصنع مادة الفنتانيل القاتلة تأتي من الصين إلى الولايات المتحدة. وتقول واشنطن "إن تبادل المعلومات حول غسل الأموال المتعلق بالاتجار بالفنتانيل قد يساعد على تعطيل تدفق السلائف الكيميائية إلى المكسيك والولايات المتحدة."
وأوضح مسؤول كبير في وزارة الخزانة أن الجهود في الولايات المتحدة لحظر تطبيق الوسائط الاجتماعية تيك توك، المملوك للشركة الأم الصينية ByteDance، أثيرت في البداية من قبل الصينيين خلال المحادثات بين الولايات المتحدة والصين.
وروجت الشركة في الماضي لخطة إعادة هيكلة لأمن البيانات تسمى "مشروع تكساس" التي تقول إنها توفر حماية كافية ضد مخاوف الأمن القومي.
وقالت يلين في مؤتمر صحافي الإثنين "إنها تدعم جهود الإدارة لمعالجة قضايا الأمن القومي المتعلقة بالبيانات الشخصية الحساسة"، مؤكدة أن هذا مصدر قلق مشروع.
وترى أن عديدا من التطبيقات الاجتماعية الأمريكية غير مسموح لها بالعمل في الصين، نود إيجاد طريقة للمضي قدما، مضيفة "مثلما يحتاج القادة العسكريون إلى خط ساخن في الأزمات، يجب أن يكون المنظمون الماليون الأمريكيون والصينيون قادرين على التواصل لمنع الضغوط المالية من التحول إلى أزمات ذات تداعيات هائلة على مواطنينا والمجتمع الدولي".
وتعد يلين إحدى مشاهير عشاق الطعام في الصين منذ أن تناولت الفطر الذي يمكن أن تكون له تأثيرات مخدرة في بكين في يوليو الماضي، فلم تكن هذه الرحلة مختلفة.
وقد تحدث مسؤولون صينيون رفيعو المستوى عن شهرتها قبل الاجتماعات المهمة - وأشار لي تشيانج رئيس مجلس الدولة في كلمته الافتتاحية إلى أن زيارة يلين "جذبت بالفعل قدرا كبيرا من الاهتمام في المجتمع"، حيث غطت وسائل الإعلام رحلتها وعاداتها في تناول الطعام.
وهذه المرة في بكين، تناولت يلين الطعام في مطعم لاو تشوان بان الشهير في سيتشوان. كما تناولت الغداء مع يين يونغ عمدة بكين في فندق بكين الدولي. وفي مساء الإثنين، وهي الليلة الأخيرة لها في الصين، قامت يلين بزيارة شركة جينج إيه بريوينج في بكين ــ التي شارك في تأسيسها أمييكي ــ حيث طلبت مشروب Flying Fist IPA، وهو مشروب مصنوع من نبات الجنجل الأمريكي.