الرهون العقارية الخضراء توفر 12 مليار دولار من فواتير الكهرباء وتجعل المنازل أكثر دفئا

كان لدى جولز فيشلمان خطط طموحة لجعل منزله الذي يعود تاريخه إلى قرن من الزمان في بيرلينجتون، ولاية فيرمونت، صديقا للبيئة، لكن التكلفة كانت باهظة والخدمات اللوجستية لا تحتمل. قال الأب البالغ من العمر 50 عاماً، إن الأنابيب في ولاية فيرمونت يمكن أن تتجمد بسهولة في فصول الشتاء الجليدية، ما يؤدي إلى ارتفاع فواتير التدفئة. قبل بضعة أعوام عثر فيشلمان على خيار لم يكن يدرك وجوده أصلا: كان اتحاد ائتماني محلي يدير برنامجا تجريبيا يسمح للمشاركين بإدخال تكلفة تحسين كفاءة استخدام الطاقة في رهونهم العقارية. سجل فيه، موافقا على توزيع مدفوعاته على مدى 15 عاما. أنفق نحو 25 ألف دولار على أعمال اشتملت على استبدال جهاز حراري بنظام الغاز الموجود لديه واستمتعت أسرته بشتاء دافئ هو الأول بعد تركيب الجهاز الجديد. وقال: "بقي معدل الرهن العقاري تحت السيطرة إلى حد كبير، وأصبح المنزل مريحا أكثر". مع توقع بدء تدفق مليارات الدولارات من الإعانات الفيدرالية قريبا، في محاولة لجعل الإسكان أكثر استدامة، يتوقع بعض الخبراء تزايد الاهتمام بالقروض العقارية الخضراء. أشار كيفن كين، كبير الاقتصاديين في "جرين هوم أونرز يونايتد"، شركة مقرها ويسكونسن تساعد أصحاب المنازل على تخفيض انبعاثات الكربون، إلى أن الرهون العقارية الخضراء يمكن أن تصبح وسيلة مهمة لأصحاب المنازل لتحسين كفاءة استخدام الطاقة. وقال "إذا تمكنا من تحقيق ذلك، فسيكون أمرا مهما للطاقة السكنية - ونحن قريبون جدا من تحقيقه." وأضاف: "في رأيي، يعد مقرضو الرهن العقاري وسماسرة العقارات سلاحا خفيا للمساعدة على مكافحة تغير المناخ. وهذه القروض العقارية الخضراء هي الطريقة التي سنساعد بها على تحقيق ذلك". من جهته، ذكر ندا إربشاهي، النائب الأول لرئيس المركز الشامل للمرونة والطاقة النظيفة، الذي يعمل مع الاتحادات الائتمانية في الأسواق التي تعاني نقص الخدمات، أن الإقراض الاستهلاكي الأخضر عموما آخذ في الارتفاع. وتقدر مؤسسة روكي ماونتن لأبحاث الطاقة نمو سوق رهن عقاري أخضر قيمتها تريليوني دولار في غضون عقد، ما يؤدي إلى تحسين 8.7 مليون منزل، وتوفير نحو 12 مليار دولار في جيوب المستهلكين، وتجنب 57 مليون طن من الانبعاثات الكربونية. من جهته، قال ريتشارد فيسي، مدير إنرجي فيوتشرز جروب، شركة استشارية شاركت في قيادة المشروع التجريبي في فيرمونت، إن فكرة الرهن العقاري الموفر للطاقة كانت موجودة منذ عقود، لكنها واجهت مقاومة متكررة. شهدت سوق الرهن العقاري الأخضر نموا في أوروبا أيضا. قال لوكا بيرتالوت، الأمين العام للاتحاد الأوروبي للرهن العقاري، إن الاهتمام الأوروبي نشأ في البداية بسبب التحركات الأمريكية، لكن هذا الاتجاه ترسخ مع جهود تبذل الآن لتوسيع السوق عالميا. تشمل هذه الجهود مساعدة بلدان خارج أوروبا ـ من ماليزيا إلى كولومبيا مرورا بكينيا ـ على إقامة مشاريع مماثلة. قال بيرتالوت: إن تغير المناخ "لن يتم حله في أوروبا، إنها مشكلة عالمية".